أيام جميلة وسعيدة عاشها أبناء المجتمع واستمتعوا بها طوال الشهر الفضيل بتفاصيل أيامه، وخلال إجازة عيد الفطر السعيد، عزز هذا الشعور الرائع، التكاتف الأسري الذي ظهر في أبهج صوره، خلال هذا الوقت من العام الذي يلتقي فيه أبناء الأسرة الواحدة والأقارب والجيران على موائد الإفطار وفي جلسات رمضان، والزيارات المتبادلة، إلى جانب النفحات الإيمانية التي كانت تفيض بالسعادة والبهجة مع الالتزام بالعبادات والتقرب إلى الله.
خلال الشهر الفضيل، كانت السلوكيات اليومية الإيجابية في أوجها، ويلمسها ويشعر بها الجميع، وكان هناك سباق يومي على فعل الخير وتقديم يد المساعدة للفئات المحتاجة في المجتمع، إلى جانب الرقي في التعامل مع من حولنا ومع من نلتقي به خلال العمل أو في حياتنا اليومية، إضافة إلى حرص الجميع على انتقاء الكلمات الجميلة وتجنب الإساءة للآخرين، حتى إذا أخطأ أحد يحرص الطرف الآخر على التعامل معه بإيجابية في الأيام الفضيلة.
الإنسان قادر على أن يكون إيجابياً طوال أيام العام، كما كان في رمضان، وقادر على أن يحرص على تماسك أفراد الأسرة من خلال استمرار اللقاءات الأسرية الإيجابية والحرص على زيارة الأقارب والأصدقاء، والأهم استمرار مدّ يد العون والمساعدة إلى الفئات المحتاجة، فالجميع مطالبون باستمرار السلوك الذي تعودوا عليه خلال شهر رمضان ليستمر طوال أشهر السنة.
الأسرة هي العنصر الرئيسي في بناء المجتمع وقوته، والحفاظ على أسرة متماسكة مسؤولية الأب والأم والأبناء في الدرجة الأولى، من خلال تقوية أواصر التواصل اليومي والحفاظ على القيم والعادات والتقاليد، والابتعاد عن الممارسات غير الإيجابية التي تؤثر سلباً في التماسك الأسري الذي يعتبر الغذاء الروحي لكل فرد منها، ولتكن البداية الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي مع دخول كل فرد المنزل، والتوقف عن الحياة الافتراضية التي يعيشها كل فرد داخل منزله باستخدام هاتفه الذكي ساعات طويلة.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قال: «كونوا مع أسركم فهي هبة غالية منّ الله تعالى بها علينا»، و«الاحتفال بالأعياد والمناسبات مع الأسرة قيمة عظيمة تنبض بين ثناياها كل معاني الحياة»، وهذا تأكيد على مكانة الأسرة ودور كل فرد في الحفاظ على الأسرة وتماسكها، فالجميع مطالب بالحفاظ على أسرته وبث الروح الإيجابية، والاستمتاع بتفاصيل الحياة اليومية مع كل فرد من أفراد الأسرة، فلنحافظ على أسرنا، ونستمر في إيجابياتنا التي حرصنا عليها طوال رمضان لتستمر معنا طوال أيام السنة.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
