كن حذراً من المال

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

كثير منا يفكرون بطريقة تقليدية حول إنفاق الأموال، وهناك من يعتقد أن المال وُجد لكي يتم إنفاقه؛ بل إنه يجب التمتع به طالما هو متوفر. ‏في مرحلة أخرى من حياتنا نبدأ إدراك أن الأموال أكثر أهمية من تلك الأفكار السطحية، وأن كيفية إنفاق المال أمر حساس وحيوي وليست عبثية. كثير من الناس يخطئون في أوجه صرف المال، ويركزون على الاستهلاك الثانوي غير الملح أو غير المهم، فضلاً عن شراء مستلزمات لا يحتاجون إليها؛ بل سبق لهم شراؤها.
هناك حالات نستنزف فيها ميزانياتنا مثل الإعداد لرحلة سياحية لقضاء إجازة لبضعة أيام بسببها نقترض المال، وبعد انتهاء تلك الإجازة نقضي عاماً أو نحوه في تقسيط تكاليف تلك الإجازة. لم يتم تصميم الرحلة السياحية وفق القدرة المالية التي نستند إليها؛ بل لبسنا ثوباً ليس على مقاسنا، وعشنا بضعة أيام سعيدة، تليها أشهر طويلة لتسديد تلك السعادة المتواضعة.
حالة الاستهلاك الثانوي أو غير المهم، والدفع لشراء مستلزمات لا نحتاج إليها، أو الدخول في مهام تحتاج إلى أموال، تفوق القدرة والدخل الشهري، ماثلة وملاحظة في حياتنا الاجتماعية، ورافقتها تسهيلات واضحة في عمليات الاستدانة والاقتراض، لذا قلّما تجد إنساناً غير مدين، حتى باتت الاستدانة ثقافة وأمراً طبيعياً، وهناك من يعيش على البطاقات الائتمانية، ويذهب جل راتبه ودخله الشهري في تسديد تلك البطاقات. وهي تقتص فوائد، وهو ما يعني أن مستلزماته التي يقوم بشرائها يدفع عليها ربحاً للتجار، وهو أيضاً يدفع فوائد للمصرف، وهذه جميعها من دخله الشهري.
هذه الكلمات ليست دعوة للبخل أو أن يُقتِّر الإنسان على نفسه؛ بل أحاول القول إنه من الأهمية الوعي والفهم بالطرق والمهارات الحياتية بصفة عامة، ومن أهمها صرف المال. عندما نكون على وعي وفهم للآليات الصحيحة والناجحة، وأيضاً لدينا ثقافة ومعرفة، فإن هذا سيؤدي إلى الراحة النفسية والنجاح في الحياة.
الذي أريد قوله: كن أكثر حذراً عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع أموالك، خاصة أنه يمكنك صرفها بطرق كثيرة، لكن مصادر جمعها شحيحة. عدم المبالاة في أمور كثيرة قد يكون قابلاً للتعويض، لكن المال ليس أحدها؛ لأن ضياع المال هو في الحقيقة ضياع لوقتك وجهدك وصحتك، والكثير من الأمور الأخرى.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"