ليس للشمس مغيب

02:35 صباحا
قراءة دقيقتين

عبداللطيف الزبيدي

من أي نبع فكري، عقدي، سياسي، استلهم المؤسسان المغفور لهما، زايد وراشد، طيّب الله ثراهما، بنيان اتحاد دولة الإمارات؟ نصف قرن مرّ خفيف الظل، زاخر العطاء، كما لم يمرّ على بلد غيرها، كل يوم كأن فيه أيّاماً، فالتنمية شاملة بلا حدود، والقيادة بعد فيض المشروعات تقول: ولدينا مزيد.

لدولة الإمارات هوية تأسيسية تنموية فريدة. يقيناً، لا علاقة لها بالنماذج الغربية، ولا بالشرقية. نسيج وحدها، كانت على مر السنين تشيد بلبنات جديدة نموذجها السياسي الأبوي، الذي استمدته من قيمها ومبادئها الأصيلة. حين تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رئاسة الدولة، لم يفكر في استنساخ الزعامات والأيديولوجيات الحزبية ونظرياتها السياسية، هداه صفاء ذهنه وروحه إلى أن أعظم قيادة هي أن يكون القائد أبا لشعبه، كأن الشعب عائلة واحدة، بنات وأبناء. عندما تتحقق الوحدة الاندماجية بين السياسة ومنظومة القيم الأخلاقية والعاطفة الأبوية، تنتفي الحاجة إلى البهرجة التنظيرية البراقة، والخطب الرنانة التبريرية.

كان هذا النهج عنوان الإمارات في الخمسين سنة الأولى لدولة الاتحاد. فرادة النموذج الإماراتي أعمق أواصر في حميميتها وصميميتها، من أن تختزل في مصطلح الفيدرالية أو الكنفدرالية. صورة الجسد الاتحادي الواحد أصدق وأمتن من التحام سياسي بحياة برلمانية أو غيرها. روح النظام الأبوي تجلى استمرارها، والروح لا تموت، حين تسلم أمانة رئاسة دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي كان خليفة القائد الوالد. استمرارية ريادية قيادية، كأنها الشمس التي تغيب لتشرق من جديد.

حين ينظر الشيخ خليفة، من علياء جوار ذي الجلال والإكرام، إلى روائع الإنجازات التي تحققت في عهده المبارك، وما ارتقى به صرح الإمارات على مدى ثماني عشرة سنة من التنمية الشاملة، تحت راية النهج السياسي الأبوي، تسعد روحه بأن المسيرة المباركة مقاليدها الريادية في أيدٍ أمينة، لأن الأمانة رسالة أبوية سطر تشريع الرئاسة فيها المغفور له زايد، ثم خليفة، وفي هذه القيادة التنموية الفريدة، خلافة في الرئاسة مباركة بأمانة الخلافة في الأرض.

لزوم ما يلزم: النتيجة الغيبية: حكمة المشيئة أرادت رحيل المغفور له الشيخ خليفة في ختام الخمسين الأولى، لتشرق شمس قيادة الخمسين الثانية. رضوان من الله ورحمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"