أجمل مكان في الدنيا هو بلادي..

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

بقلم: صالحة غابش

تمر علينا أحداث ووقائع ككل الأمم والدول والمجتمعات الإنسانية وما زلنا مستمرين على بركة الله نحو طموحاتٍ تتجدد خرائطها، وتتعدد قنواتها التي تؤكد جمال حاضرنا، وتفتح أبوابها على المستقبل.. فنمشي نحوه في ركبٍ مبارك بقيادة آباء طيبين كرماء محبين لشعبهم، محتوين لتطلعاتهم، يمسحون عن كاهله الحزن إن عرفوا أنه حزين ، يأخذون بيده للأمان إن عرفوا أنه خائف.

منذ أيام اتصلت بي صديقة عربية لتعزيتي بوفاة الوالد الغالي المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، فأرسلت لي رسالة التعزية حين غفلت عن الرد عليها، فأجبتها بالشكر على مشاعرها ومشاركتها أحزاننا بوفاة الشيخ خليفة، لكنها تصرّ على الاتصال.. تقول: لا يكفي تعزيتكم بالكتابة، حضور الصوت واجبٌ للتعزية، فتحدثنا وتمنينا لقادتنا كل الخير والسلامة والسداد.

هكذا – نحن الإماراتيين- عائلة واحدة، وهكذا يشعر الآخرون من إخوة وأصدقاء بهذه «اللمة العائلية» والوحدة الشعورية والجَمْعة الأهلية لشعبنا.. لهذا تلقّى كل واحد منا التعزية من صديق بعيد، أو أخ قريب، في أسفارنا وفي إقامتنا.. في كل أحوالنا تلقينا التعزية وكأنهم أيقنوا- من مشاعرهم واطّلاعهم على خصائص هذا الشعب وعلاقته بحكامه وقادته- أن هناك أسرة فقدت مُعيلها..

سنقول ونظل نقول: الحمد لله على تحقق هذه النظرة لبلادنا ومجتمعنا، والتي تزداد جمالاً وبهاءً في تلك الجلسة الكريمة التي جمعت حكام الإمارات، والذين تقدموا شعبهم في مبايعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة، في لقاء يتسم بالأخوة والمحبة والتفاهم ومراعاة مصلحة الوطن والشعب، ويؤكد أننا سنبقى بإذن الله في هذا القارب الواحد الذي وضع أساسه ورسم خريطة طريقه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليمضي في مساره الآمن إلى مكانه بين الأمم، معززاً مكانته، ومقوياً حضوره، ومعلنًا بكل ثبات وثقة أن الإمارات وطن مؤثر في قضايا العالم، وسيكون تأثيراً يعكس اتجاهات السلام في العالم، وقيم التعارف بين الشعوب على أسس إنسانية وتبادلية على كل الأصعدة التي تراعي مصلحة الاستقرار والأمان في البلدان.. فضلاً عن احتوائه للمواطن والمقيم باحتياجاتهم وتطلعاتهم وأحلامهم.

ما أروع هذا الانتقال الهادئ السلس للسلطة، ما أروع قادتنا وهم يسلّمون زمام الأمور لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد.. وما أدفأ وعودهم له بالدعم والوقوف جنباً إلى جنب رئيس الدولة.. ما يجعلهم نموذجاً لا يتكرر في تفهّم حاجة الشعب إلى استقرارٍ هم صانعوه، وأمانٍ هم يؤسسونه بمحبتهم واتفاقهم وتشاورهم ووقوفهم صفاً واحداً من أجل أن يبقى الوطن ويبقى المواطن.

الإمارات بخير، وستظل بإذن الله تعالى بخير.. فالإماراتيون يحظون بنظرة قيادية مختلفة تتمثل في كيان اجتمع فيه قادته على قلب رجل واحد، فأحبوا شعبهم وتعاونوا في ما بينهم على المضي بقارب الاتحاد إلى أماكن وارفة الأمان والعطاء وتدور عجلة العمل والإنجاز بلا توقف حتى يتحقق المزيد من النجاح لدولتنا وتزداد رفعةً بين الأمم والأقطار.

وها نحن مستمرون على بركة الله.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وأديبة إماراتية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"