كان العالم.. عالم كتب

22:48 مساء
قراءة دقيقتين

صالحة عبيد غابش

معرض الشارقة الدولي للكتاب حكاية ثقافة وإنسان، حكاية حياة تنبض أروقتها بالأفكار والبحث والإبداع، إنه يشبه معارض الكتب الأخرى في بلادنا العربية وفي العالم، ولا يشبهها أيضاً، وبإمكاننا أن نبحث في ما يشبهه وفي ما لا يشبهه... وكما قالت إحدى ضيفات المعرض: إن السر في الفكرة... فكرة المعرض كل عام تكون ملهمة بفضاء آخر، قد تكون الأجنحة هي هي، والمكان الذي يقام فيه كل عام هو نفسه، والمشاركون بأجنحتهم يكادون يكونون هم أنفسهم مع إضافات تزيد من عددهم، ولكن الفكرة كل عام تحلّق جديدةً وأعمق مما سبق بجناحيها الملونين الكبيرين حول المكان ومحتواه من أوراق لا حصر لعددها، ولكن.. هل حقاً نحن نقرأ؟.

حين أنظر إلى التاريخ العربي في العهود القديمة منذ مئات القرون، أجد أن الكتاب كان بمثابة كنز، من يحمله يعد شخصاً يتحقق فيه التميز والاستثنائية في مجتمعه، مؤثراً وصاحب محتوى يستحق أن نقف له إجلالاً واحتراماً... فالمؤلفون والقراء نجومٌ في سماء المعرفة والعلم، وهم يختصرون مشهد التحضّر في مجتمعاتهم، وقد تصل أسماؤهم وشهرتهم قبل أن يُرَوا، حتى إذا أتيحت فرصة لبعضهم أن يروهم كان ذلك بمثابة «المهرجان» احتفاءً بهم وتقديراً لجهودهم، فالجاحظ مستغرق في تأليف كتاب تلو الآخر حتى أصبح اسماً محفوراً في ذاكرة تاريخنا، وكتبه لا تزال يتم تداولها إلى يومنا هذا، وابن سينا ومؤلفاته في الطب والموسيقى.. وغيرهما، كل في مجاله، فالمكتبة العربية امتلأت بأمهات الكتب منذ صحاح الأحاديث الشريفة كصحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما، وصولاً إلى كتب الأدب والأعلام والسير والمعاجم.

كان العالم «عالم كتب».. تأليفاً وتجميعاً وقراءة..

نحن في بحر أزرق هادئ، يبحر فيه كتاب بحجم تطلعاتنا المستقبلية، ويجب أن يكون لكل منا نصيب فيه.. نصيب في الكتابة ونصيب في القراءة ونصيب في النشر، وفي اللقاءات والندوات التي تحوم حوله.. نصيب في الشعور الذي يرسو بنا بين لحظة وأخرى على شاطئ يحملنا إلى الإبحار بشراع المحبة مع لغة تواصل، ظننا أنها انقطعت بيننا وبين أصدقاء وجيران ومن كانوا زملاء.. فإذا هي تعود مع الكتاب بحضوره المؤثر في حياتنا، بقيادة المحب للكتاب، ولمن يحتوي الكتاب ويعتني بوجوده تأليفاً ونشراً وتوزيعاً.. صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي لا يزال يرسم إمارته بريشة الثقافة والفكر، ويمنحنا لوحة جميلة وكبيرة فيها «الكتاب» ينثر ألوانه، كما ينثر حروفه وكلماته، كما ينثر علمه ومعرفته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrym7um3

عن الكاتب

كاتبة وأديبة إماراتية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"