عادي

أدب الطفل.. تواصل مع العالم عبر القراءة

00:15 صباحا
قراءة 3 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

رصدت «الخليج» آراء مجموعة من الكُتاب والمتخصصين في أدب الطفل وصناعة الكتاب، على هامش «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، حول هل كتب الأطفال تناسب تطورهم التكنولوجي والمعرفي؟ وما الذي ينقص المؤلفين لإنتاج أعمال جاذبة للصغار؟، باعتبار القراءة تلبي البعد السلوكي والمعرفي والجمالي والأخلاقي والنفسي والإنساني لدى الطفل، ويعد التطور في الأعمال الموجهة للصغار طفرة حقيقية في أساس الوعي والمعرفة والإدراك لدى القارئ الصغير.

يقول مؤنس حطاب مدير مؤسسة «أ ب ت» للنشر والتوزيع: «إن الكتب المتوفرة الآن في العالم العربي تلبّي حاجة الساحة الثقافية للمحتوى، ولكنها من وجهة نظري غير كافية؛ لأن التكنولوجيا والمعرفة في حالة متغيرة باستمرار، ولذلك يجب على الناشر العربي مواكبة كل ما هو جديد، فالناشر العربي يحتاج إلى أن يكون على اطلاع واسع في مجال صناعة الكتب الموجهة للصغار، حيث إنها المدخل الرئيسي لآفاق المعرفة التكنولوجية الحقيقية في مجال التعليم في حياة الأطفال».

ويشير إلى أن تحقيق الدمج بين المحتوى المعرفي والتكنولوجي يحتاج إلى تطبيق بعض الآليات، مثل: تعزيز منظور ورش العمل، والاطلاع على كل ما هو جديد في عالم صناعة الكتاب، ومستوى جيد من المضمون والرسوم بما يتلاءم مع هؤلاء الصغار، وعلى كُتاب أدب الأطفال الاطلاع على تجارب النشر العالمية، ومواكبة تطور ثقافة الطفل التكنولوجية حتى يستطيع المؤلف العربي التقدم من ناحية النشر التقني والتكنولوجي.

وتقول الكاتبة أمل فرح المتخصصة في أدب الطفل: «القراءة تهيأ الصغار لمستويات متعددة من الإدراك، وتبدأ بالتفكير في ما يدور حوله الكتاب، ثم مواطن الجمال الغنية بها هذه القصة. أما المستوى الأعلى فهو الأثر الذي يتركه الكتاب في مخيلة الطفل، ومن هُنا تتكون في نفسية القارئ الصغير مجموعة من الرؤى الناتجة عن عدد الكتب التي يقرأها، ويتشكل وعيه وشخصيته ويكون شاباً مثقفاً في المستقبل».

وتشير فرح إلى أن الحرص على تقديم مستوى فني عالي الجودة من المحتوى الذي يُقدم للطفل، يسهم في بناء مخيلة راقية وعقل نقدي قادر على الاستجابة والرفض والتحليل، ومن هنا يبدأ طريق الابتكار والإبداع، ولا يوجد فصل بين التكنولوجيا والمعرفة والقراءة والثقافة والفن.

وتضيف: «لا شك في أن الوطن العربي زاخر بالكُتاب والمبدعين، ولكن المشكلة أن معظم الكتاب يعتقدون أنه من السهل الوصول للقارئ الصغير، ما يجعل الأعمال الجيدة تختفي وسط هذا الكم المطروح، ولذلك نحن بحاجة إلى مشروع لتسليط الضوء على هؤلاء حتى نستطيع إنتاج محتوى جاذب وملهم، وتخليص ساحة الأطفال من غير المتخصصين في كتابة هذا النوع من الأدب، وأن تسعى الدول لوجود وجوه عربية عالمية مشرفة للعالم».

وتشير الكاتبة هيا القاسم إلى أن عالم الكتابة للأطفال واسع ومتنوع يزداد ويزهر عاماً تلو آخر بجودة الإنتاج والمحتوى المعرفي، وعلى صُناع هذه الإصدارات التكاتف لتقديم ما يتلاءم مع أذهان وميول واهتمامات وتنمية وتطوير طفل اليوم.

ويلفت د. محمد بن جرش، كاتب وباحث إماراتي، إلى أن كتب الأطفال التي توجد الآن في الساحة الثقافية منها ما يناسب طفل اليوم، ولكن الكثير من الإصدارات تحتاج إلى إعادة نظر، حيث إن بعض الكُتاب يتجرأون على الكتابة في أدب الطفل دون الإلمام بشروط وصفات هذا النمط.

وتوضح نورا عرب، مديرة دار نور للنشر أن طفل اليوم سريع الملل، لذلك يجب أن يُقدم له محتوى يواكب معرفته بالتكنولوجيا وقصص تثير اهتمامه ضمن الآليات التقنية المتاحة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"