استئصال غدة درقية الأضخم في تاريخ السجلات الطبية

أبوظبي:«الخليج»
نجح الأطباء في «مستشفى توام»، في استئصال غدة درقية تعدّ من بين الأكبر، ضمن الحالات الطبية المسجلة على الإطلاق.
فبعد إجراء المزيد من التشخيصات والفحوص، اكتشف الأطباء وجود غدة درقية غير منتظمة لمريضة عمرها 44 عاماً.
الغدة كانت متضخّمة بشدة، تضغط على الحنجرة والبلعوم السفلي والمريء. كما تضغط على القصبة الهوائية، وتحيط بها وبالحنجرة بالكامل، وتسبب فرط نشاط بهرمونات غير منتظمة. ووصل حجمها إلى 15× 30 سم.
وأجرى الأطباء عملية جراحية معقدة وفريدة، تطلبت أعلى مستوى من التنسيق والتعاون بين فريق من الخبراء، شمل متخصصي التخدير والغدد الصمّ والأذن والأنف والحنجرة، فضلاً عن استخدام معدّات متنوعة بما فيها أجهزة مراقبة الأعصاب. وغادرت المريضة المستشفى بعد ستة أيام فقط.
وجرت العملية بقيادة الدكتور نور الدين الحسن، استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة، واستشاري جراحة الرقبة والغدة الدرقية، واستُخدم فيها جهاز مراقبة الأعصاب، للحفاظ على أعصاب الحنجرة، إلى جانب تقنية جراحية خاصة استخدمت لهذه الحالة فقط، ويتخللها قصّ عضلات الرقبة ثم خياطتها بعد استكمال العملية.
واسترجعت المريضة صوتها بعد الجراحة، إلى جانب قدرتها على التنفس والبلع الطبيعيين. وتمكنت من النوم المسطح لأول مرة، بعد تعذر ذلك لمدة طويلة.
وقال الدكتور نور الدين الحسن «توجهّت المريضة إلى قسم الطوارئ لمعاناتها تضخم الغدة الدرقية إلى حجم قياسي، هو بين الأكبر في تاريخ السجلات الطبية، ما تسبّب بانسداد كبير في مجرى الهواء والجهاز الهضمي وكانت الجراحة صعبة ودقيقة للغاية، لكنها استكملت بنجاح وأزيلت الغدة تماماً، وتمكنا من الحفاظ على جميع الأعضاء الأساسية الحيوية».
وقالت المريضة «أشعر الآن بارتياح شديد بعد إزالة التضخم وبإمكاني التنفس الطبيعي، والتحدث وبلع الطعام، كما كنت أفعل. وأصبحت جودة حياتي أفضل بكثير. ثقتي كانت كبيرة بالفريق الجراحي وبالفعل قدموا عملاً ممتازاً».