د. منى تهلك
حتى وقت قريب، لاحظنا تقارير وأنباء تتحدث عن رصد حالات مصابة بمرض جدري القردة، بدأ ظهورها في بلدان مختلفة حول العالم، بما فيها أمريكا، ودول الاتحاد الأوروبي، ووصلت إلى سبع مناطق من العالم، فهل يجب أن نقلق؟
جدري القرود عبارة عن عدوى فيروسية نادرة تشبه الجدري الذي يصيب الإنسان، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تحدث معظم حالات عدوى جدري القرود، في إفريقيا، وقد تم الكشف عن أول حالة مصابة بهذا المرض في عام 1970 بجمهورية الكونغو. صحيح الفيروس ليس حديثاً، إلا أنه تمت ملاحظة إصابات بهذا الفيروس حول دول العالم.
تتشابه أعراض مرض جدري القرود مع أعراض الجدري، بما في ذلك الحمى والطفح الجلدي وآلام الجسم، ومع ذلك، فإن جدري القرود يكون عموماً أقل حدة من الجدري ولا ينتشر بسرعة من شخص لآخر، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية: «لا يوجد أي علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض على الرغم من أن التطعيم السابق ضد الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية أيضاً من جدري القردة».
في حين أن جدري القرود، نادر الحدوث ولا يكون شديداً بشكل عام مثل الجدري، إلا أنه لا يزال عدوى فيروسية يجب على الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي يوجد فيها هذا المرض الفيروسي، أو يسافرون إليها اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب التعرض له.
هناك خطوات بسيطة يمكننا القيام بها للمساعدة على منع انتشار مرض جدري القرود، والحفاظ على صحتنا. أولاً، من الضروري تجنب الاتصال بالقرود، أو الحيوانات الأخرى التي قد تكون مصابة بالمرض، وإذا كان لا بد من ملامسة هذه الحيوانات فتأكد من غسل يديك. ثانياً، تجنب الاتصال الوثيق بمرضى جدري القردة، وإذا كان لا بد أن تكون بالقرب من شخص مريض، فارتدِ قناعاً للوجه وقفازاً. ثالثاً، تأكد من أنك تطعمت بالجدري، لأنه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، التطعيم ضد الجدري أثبت نجاحاً في الوقاية من جدري القردة. وتذكروا أن المسؤولية الاجتماعية واجبنا جميعاً.
النبأ السار أنه في حين أن جدري القرود هو فيروس، لكنه لا ينتشر بسهولة، وفي حين أن فيروس «كورونا» ينتقل جواً، فإن الجدري ليس كذلك. لا داعي للقلق المفرط بشأن تفشي مرض جدري القرود، هذا المرض ليس شديد العدوى ويمكن علاجه بسهولة بالأدوية المضادة للفيروسات، ومع ذلك، من المهم أن تكون على دراية بالمرض حتى تتمكن من طلب العلاج مبكراً إذا أصبت بالمرض.
استشاري أمراض نساء وولادة
مدير تنفيذي مستشفى لطيفة
