ملكة كأنها شاعرة

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

من باب الفضول، رحت أبحث في الكتب وفي المواقع الإلكترونية للعثور على معلومة تفيد بأن الملكة اليزابيث الثانية تكتب الشعر أو أنها مولعة به، ولعلّ مبعث هذا الفضول هو التقليد القائم في بريطانيا منذ مئات السنوات، وبموجبه يجري تعيين شاعر البلاط الملكي البريطاني، غير أن الملكة التي تجلس على العرش منذ سبعين عاماً لا تكتب الشعر، وإن كانت كشخصية رمزية تاريخية في حدّ ذاتها هي شخصية شعرية وبكل ما يحيط بها من بروتوكول وإطلالات وحضور ملكي، هي أيضاً شخصية روائية لا تخلو من طبيعة غامضة تقتضيها بالضرورة حياة الملكة الرمز، وبخاصة للبريطانيين الشباب منهم والشيّاب.
ولكن، لنبق في دائرة الشعر فقط، ففي عام 2015 وجدت بين مجموعة من الأوراق الملكية كتاب شعر انبهرت به، ويقول الخبر إن الكتاب قدّمه شاه إيران هدية للملك جورج الرابع في عام 1812، وعلقت الملكة قائلة «.. أنت لا تتلقّى هدية كهذه في هذه الأيام..».
أما شاعر البلاط الملكي الإنجليزي أو البريطاني، فهو تقليد يعود إلى القرن السابع عشر، ويقول الناقد خلدون الشمعة إن مصطلح «شاعر البلاط» في إنجلترا يعود إلى الملك جيمس الأول، فقد أنشىء هذا المنصب في عام 1617، وكان الأديب بن جونسون 1572 – 1637 المسرحي والشاعر والأكاديمي أوّل من حمل هذا اللقب على الرغم من أن ذلك لم يكن يحدث بشكل رسمي... غير أن هناك مصادر أخرى تقول إن أوّل من تقلد منصب شاعر البلاط الملكي في إنجلترا هو الشاعر جون درايدن 1631- 1700، وهو مسرحي وناقد أدبي، وهناك من يشير إلى شاعر بلاط آخر هو جيوفري تشوسر 1340-1400 أي قبل شكسبير.
من شعراء البلاط في إنجلترا «تيد هيوز 1930-1998»، وتولى هذا المنصب منذ عام 1984 إلى عام وفاته، وتولّت كارول آن  مواليد 1955 منصب شاعرة البلاط الملكي في 2009، وهي أول شاعرة تتقلدّ هذا المنصب الذي استحوذ عليه الشعراء الرجال منذ القرن السابع عشر، أما شاعر البلاط الملكي الإنجليزي الحالي فهو الشاعر سيمون آرميتاج مواليد 1963.
ولكن. لا يذهبن الخيال بنا إلى أبعد من واقع شعراء البلاط هؤلاء الذين يترددون على موقع ملكي رفيع بدءاً من ملوك العائلة الإنجليزية المالكة وحتى أمرائها، فأولاً، ليس مطلوباً من شاعر البلاط الإنجليزي أن يدبج قصائد طويلة عريضة في مديح الملكة، ولم يعرف أن اليزابيث الثانية قرأ أمامها تيد هيوز، أو كارول آن، أو سيمون آرميتاج، وثانياً: ما هو راتب أو مكافأة شاعر البلاط؟!.. فقط إكرامية سنوية قدرها حوالي 5750 جنيهاً إسترلينياً، وحوالي 477 لتراً من الشيري في السنة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"