مكتبة محمد بن راشد

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

ما زالت دبي تفاجئنا، وما زالت تخبِّئ الكثير لتبهرنا بين فترة وأخرى. بعد متحف المستقبل الذي يعتبر صرحاً علمياً وحضارياً يصل الماضي بالمستقبل، ويخرج عن الأطر التقليدية للمتاحف باستخدامه أحدث التقنيات المبتكرة، تبهرنا دبي بافتتاح «مكتبة محمد بن راشد» التي تضم أكثر من 1.1 مليون كتاب، ما بين ورقي ورقمي، وهي بدورها تجمع بين القديم والحديث، وهي أقرب إلى المجمع الثقافي الذي سيكون مقصداً لكل من يزور الإمارات، ومرجعاً للباحثين وعشاق القراءة والكتّاب، وللطلبة أيضاً.
تسع مكتبات في مكتبة، سبعة طوابق تبدأ من «المخزن الآلي» في الطابق الأول، وترتفع عالياً فتزّين جدرانها الكتب من كل لون ولغة وثقافة وتاريخ وعلم.. الورقي مع الإلكتروني، عالم واحد يجمع ثقافات العالم والمخطوطات التاريخية مع أحدث الإصدارات الإلكترونية، أكثر من مليون عنوان، ومنظومة عمل ذكية هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط والخليج عموماً، تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويتم إرسال أي طلب إلى الروبوتات للبحث أوتوماتيكياً عن الكتاب، وجلبه إلى أي من المكتبات التسع.
دبي المدهشة توسِّع إطار الدعم الحقيقي للقراءة، وتزيد من رغبتها في إغراء كل الناس للإقبال على تثقيف أنفسهم وإنعاش الكتاب من جديد، ودعم اللغة العربية أيضاً، وفي نفس إطار الدعم أيضاً، يأتي توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بتوزيع ثلاثة ملايين كتاب على آلاف المدارس في الوطن العربي، ومباشرة إثر افتتاح «مكتبة محمد بن راشد».
لا نتوقف عند الكتب والمخطوطات والمجلدات والوثائق التي تحتضنها المكتبة الضخمة فقط؛ بل نلتفت إلى ذلك التنوّع الذي يُثري ثقافاتنا ومعارفنا ويلبي فضولنا وأبحاثنا: 73 ألف مقطوعة موسيقية، و57 ألف فيديو، و35 ألف صحيفة ورقية وإلكترونية من مختلف أنحاء العالم، ونحو 500 من المقتنيات النادرة.. بستان يضم كل ما يمكنه أن يحثّك على المجيء إليه، والاسترخاء، والرغبة في الاستمتاع بالثقافة والقراءة، وتغذية العقل والفكر والاستزادة من العلم. 
«تهدف مكتبة محمد بن راشد إلى غرس شغف المعرفة وحب الاطلاع في نفوس النشء والشباب، وتكريس ثقافة القراءة في المجتمع الإماراتي، لتصبح ممارسة يومية وعادة متأصلة بين الناس»، وهو ما سيتحقق فعلياً، فكيف لا تغريك المكتبة العملاقة؟ وكيف لا تحثّك على زيارتها وهي بهذا الجمال والانفتاح والتنوّع والثراء؟. المكتبة هي بصمة تضاف إلى رصيد الإمارات المتراكم في مجال الثقافة ودعم القراءة واللغة، ونشر التوعية في كل مكان.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"