ليتهم مثل «خابي»

00:39 صباحا
قراءة دقيقتين

هل يعقل أن يطلب فتى أو فتاة من والده أن تكون وجهتهم السياحية في إجازة صيف هذا العام، إلى دولة معينة لزيارة معلم معين، لأن أحد من يسمون ب «الفاشنيستا» قد زار هذا المكان وصوّر فيه لقطة راقصة، فأعجبت الفتيان، فطلبوا من والدهم أن تكون وجهتهم إلى هناك.

الأب الذي تحدث بحرقة، مكلوم، ومثله كثيرون من الآباء والأمهات الذين ربما يكونون قد تعرضوا لطلبات مشابهة من أبنائهم، بعد أن أصبح أكبر حلم لبعضهم أن يزوروا مكاناً زاره شخص «لا طعم له ولا لون» غير أن لديه متابعين بسبب «الجنون» الذي يقدمه على حسابه.

حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، وملايين الفيديوهات التي تضخ عبرها كل يوم أصبحت مشكلة تؤرق كل بيت، وكل ولي أمر لأجل مراقبة ما يتابعه ولده، ومن هو قدوته المستقبلي.

من يسمون ب «مشاهير التواصل» حلوا علينا تماماً كما حل ما يسمى ب«الربيع العربي». ظهروا بقوة بين يوم وليلة، آراء الكثير منهم حادة جداً، وشخصيات بعضهم منفرة، غير أنهم يلعبون على وتر جيل المراهقين لجمع أكبر عدد من المتابعين، وتحقيق القدر الأكبر من المكاسب، منفلتين من أي قواعد سلوكية قد تضبط ما يسوقون له من أفكار أو منتجات، أو خدمات.

مشكلة «هؤلاء» أن تأثيرهم لا يعرف الحدود، ولهم معجبون ومعجبات في كل مكان، وما يدور الحديث حوله هنا، يتحدث به آخرون هناك، ولا مجال أمام الأهل سوى توعية أبنائهم بخطورة هؤلاء.

البعض قد يقول إن هذا المجال لجأ إليه هؤلاء الناس لصناعة المال، خاصة أن حلم الثراء حق مشروع لأي إنسان. ولكن، من حق الناس أيضاً أن لا يطال الأذى بيوتهم، خاصة أن أوجه الاستفادة من هذه المنصات كثيرة، ولنا في ذلك تجربة مع الشاب «خابي» الإيطالي الذي يبلغ من العمر 21 عاماً وفقد وظيفته في مدينة شيفاسو الصناعية بشمال إيطاليا بسبب كورونا، في مارس 2020، إلا أنه أصبح مليونيراً بعد نجاحه في «تيك توك».

«خابي» الذي أصبح متابعوه يزيدون على 100 مليون من جميع أنحاء العالم، ولديه أكثر من 1.5 مليار حركة إعجاب، ينحدر من أصول سنغالية، لجأ إلى «تيك توك» ساخراً، وجل عمله يقوم على تصوير مقاطع فيديو، أو استخدام مقاطع مصورة لأناس آخرين وإبداء حركة استغراب بتعبيرات وجهه، من دون أن ينطق بكلمة واحدة، وهو ما قاله في مقابلة مع نيويورك تايمز: «وجهي وتعبيراتي يجعلان الناس تضحك»، فحصد محبة الناس، وحصد الملايين.

ليت من يسمون أنفسهم مشاهير أو «الفاشنيستا»، ويبحثون عن الثراء، أن يجدوا لأنفسهم طريقة مثل «خابي» فيصنعوا ما يريدون، ويكفونا شر «سمومهم».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"