عادي
رحلة من «سوق المرفأ» بكنوز التراث المحلي

50 متحفاً ضمن «ميوزيم هاب».. بوابة ملهمة لحياة الأولين

22:45 مساء
قراءة 4 دقائق
متحف داخل سوق مرفا دبي ديرة نخلة تصوير صلاح عمر

دبي: أحمد النجار

مبادرة فنية بروح ثقافية تنقل زوار وسياح دبي من بوابة المتاحف إلى محطات ملهمة من حياة الأولين، ترصد قصصاً وقيماً من كنوز التراث المحلي، المبادرة احتضنها «ميوزيم هاب» مجمع المتاحف الكائن بسوق المرفأ على الواجهة البحرية بجزر ديرة، يضم 50 معرضاً ثقافياً للمقتينات، يختزل تاريخ الإمارات عبر متاحف مصغرة، تضم أثمن التحف واللوحات المرسومة يدوياً في البلاد، والأدوات الطبية والإلكترونية، بالإضافة إلى متاحف تلقي الضوء على المشغولات النسائية وغيرها.

قال ناصر سليمان، مؤسس مجمع المتاحف في حديثه ل«الخليج»: «هذه المبادرة التي تقدم 50 متحفاً في مكان واحد، توفر فرصة أمام السياح والزوار والمقيمين لاستكشاف التراث الإماراتي الفريد من نوعه، ونمط الحياة في مرحلة ما قبل الألفية والمحطات والتطورات التاريخية التي شهدتها الدولة على مدار الخمسين عاماً الماضية، إلى جانب التعريف بأهمية وقيمة حفظ المقتنيات التاريخية لتصبح مرجعاً تنويرياً للأجيال المقبلة».

وأشار إلى أن هذه المقتنيات والقطع الأثرية جمعها خلال ربع قرن، تمثل ثروة ثقافية وحضارية لا تقدر بثمن، كما كشف ناصر إلى أن «ميوزيم هاب» يعتزم إطلاق 50 معرضاً متخصصاً إضافياً، بحلول شهر سبتمبر المقبل، على أن يستضيف 50 عملاً مماثلاً كل ستة أشهر.

وأوضح سليمان أن المبادرة تكللت بإطلاق 50 متحفاً، كل واحد منها يضم تحفاً ثمينة وقطعاً أثرية وتاريخية، من بينها أول متحف طبي في العالم، يحتوي أدوات تعقيم وأسرّة وعكازات وطوابع طبية مختومة من مكاتب البريد في 255 دولة، إلى جانب أدوات أخرى مستخدمة في علاجات طبية تُقدر قيمتها بأكثر من 100 مليون درهم، جمعت يدوياً، ويعود تاريخها إلى ما بين 40 و200 سنة أو أكثر وهي متاحة لمشاهدتها وشرائها. إضافة إلى مجلس خاص بأثاث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، يتضمن مجموعة أثاث كاملة من مجلس الشيخ زايد في قصر البحر، وطاقماً خشبياً نادراً مجهول الصنع، مشيراً إلى أن هذا المجلس تم اقتناؤه من قبل 16 عاماً، وجرى تخزينه بجودة عالية، وهذه القطع متاحة أمام الزوار للعرض فقط، وليست مخصصة للبيع.

أقدم دلّة ذهبية

يؤكد سليمان أنه يملك النسخة الأصلية لأهم دلّة في العالم عمرها 180عاماً، وتتميز بتصميمها الفخم، وبكونها مصنوعة من الذهب والنحاس الأحمر والأصفر، وتم اقتناؤها من بريطانيا.

ولفت سليمان إلى أن «ميوزيم هاب» يضم أيضاً أول متحف مخصص للعقال، يروي مراحل تاريخية عنه، مراهناً أن هذا المتحف فريد من نوعه، ولا يوجد مثيل له في العالم، ويضم 5 مجموعات بينها 5 عقالات عمرها 250 عاماً أحدها مصنوع من الذهب والجلد والحرير، و«الخزام» الذي يعود تاريخه إلى العصر النبوي، إضافة إلى أنواع وخامات أخرى كان يرتديها شيوخ الإمارات.

متحف الشهداء

لفت سليمان إلى أن متحف «الخراز» يضم أواني معدنية عمرها 110 سنوات، ومتحفاً يجمع نخبة من أبرز الحرفيين المحليين في الإمارات، وهناك متاحف أخرى للأدوات الكهربائية والأزياء الشعبية، أهمها متحف الشهداء، الذي يوثق مقتنيات أول شهيد وكل ما يخص شهداء الواجب الوطني الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن، وتتنوع معروضات المتحف بين لوحات فنية مخطوطة باليد، وقطع أثرية أصلية ومجوهرات وأجهزة اتصالات وكتب وأثاث وألعاب وخناجر فريدة من نوعها، وأدوات يدوية الصنع وآلات موسيقية وأدوات الصيد وعملات معدنية وغير ذلك الكثير. كما تضم هذه المجموعات علب اللؤلؤ النادرة التي يعود تاريخها إلى 100 عام، بالإضافة إلى صناديق المندوس بكافة الأنواع والأحجام التي مرّ عليها أكثر من 50 عاماً.

جالت عدسة «الخليج» بين أروقة المتحف، لاستكشاف معارضه المصغرة التي اعتمدت التنويع في المعروضات والمقتنيات بكل أركانه وزاوياه، وحملت في عناوينها تجليات التنوع الفني والإبهار الثقافي والحضاري، واجتذبت عناصره ومقوماته ورسالته جمهوراً كبيراً من الزوار والرواد، ويشهد «ميوزيم هاب» منذ افتتاحه، إقبالاً كثيفاً بما يعرضه من قصص فنية وموضوعات إنسانية ملهمة عن تحف وأدوات ومصوغات ومصنوعات يدوية توثق لتاريخ دولة الإمارات.

وقال محمد علي الزحمي، صاحب متحف شخصي، قادم من إمارة الفجيرة للمشاركة بمعروضاته التراثية أمام الزوار والسياح، إنه يستهدف من خلاله تعريف الزوار والسياح عن رؤية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، في بناء دولة حديثة جمعت كل الأجناس والأعراق في بلد واحد، مشيراً إلى أن معرضه يضم العديد من المقتنيات منها قطعة نحاسية تمثل الشعار الرئيسي لبنك دبي الوطني المحدود وزنها 60 كيلوجراماً، وعمرها نحو 50 عاماً، إلى جانب مجموعة من أشهر الخناجر القديمة، خصوصاً التي طبعت على العملة الإماراتية.

وأضاف الزحمي: «نعرض قلماً ريشة مع محبرة بريطانية قديمة، وميزان بمعايير أوزان مختلفة حسب مقاييس كل إمارة، وكان يصدر قديماً من البلديات فقط، لضمان تحري الدقة من قبل التجار، إضافة إلى دروع عديدة منها درع خاصة لنادي الوصل الثقافي يعود تاريخه إلى عام 1977، كما نعرض عدداً من المصكوكات الفضية من مقتنيات البنك المركزي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"