عادي

شارع المعز.. أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية

23:20 مساء
قراءة 3 دقائق
Cairo, Egypt - September 2011 ( The view of Qalawun Complex from Muizz street also this area is nicknamed Bayn Al Qasrayn )
جانب من شارع المعز
جانب من شارع المعز

القاهرة: «الخليج»

احتفت مدينة القاهرة اليوم الخميس، بمرور 16 عاماً على افتتاح شارع المعز بعد تطويره، في العام2008.

وقالت: إن شارع المعز لدين الله الفاطمي، الذي يحمل أيضاً اسم «الشارع الأعظم»، لأنه «يمثل قلب مدينة القاهرة الفاطمية».

ويعد شارع المعز لدين الله الفاطمي أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، وأقدم الشوارع الموجودة في مصر، حيث يصل عمره لألف عام تقريباً، ويضم مجموعة مميزة من الآثار الإسلامية الفريدة، التي تمتد على طول هذا الشارع العريق.

أنشئ شارع المعز لدين الله الفاطمي، مع نشأة مدينة القاهرة، خلال عهد الدولة الفاطمية في مصر، حيث كان تخطيط المدينة يمتد من باب زويلة جنوباً، إلى باب الفتوح شمالاً، مروراً بهذا الشارع.

وقد أطلق عليه المصريون وقتذاك اسم «الشارع الأعظم»، ثم «قصبة القاهرة»، حيث كان يقسم مدينة القاهرة قسمين شبه متساويين، كما كان المركز السياسي والروحي للمدينة.

ومع التحول الذي عرفته القاهرة أوائل القرن السابع الهجري، الثالث عشر الميلادي، وفي حقبة الدولة المملوكية، نزح كثير من المشارقة إلى مصر، فعمرت الأماكن خارج أسوار القاهرة، وأحاطت الأحياء الناشئة بسور القاهرة الفاطمي، خاصة مع بدء هجوم التتار على المشرق والعراق، فزخر الشارع بسلسلة من المنشآت الدينية والتعليمية والطبية والتجارية والسكنية.

وأصبح الشارع فيما بعد يضم القسم الأكبر من الآثار الإسلامية لمصر، وصار مركزًا أثرياً، كما اجتمعت فيه مختلف الأنشطة الاقتصادية، وامتدت «قصبة القاهرة» خارج أسوار المدينة الفاطمية، من أول الحسينية شمالاً خارج باب الفتوح، وحتى المشهد النفيسي جنوباً، خارج باب زويلة.

وأطلق على الشارع اسم «المعز لدين الله الفاطمي»، في العام 1937، تكريماً لمنشئ مدينة القاهرة، وامتدت تلك التسمية من مناطق باب الفتوح، إلى باب زويلة، وشوارع باب الفتوح، وأمير الجيوش، والنحاسين، وبين القصرين، والصاغة، والأشرفية، والشوايين، والعقادين، والمناخلية، والمنجدين، والسكرية إلى باب زويلة.

وتعود هذه التسمية إلى الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، وهو أبو تميم معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن المهدي عبد الله الفاطمي، الذي يعود أصله إلى جزيرة صقلية، بينما ولد بمدينة المهدية سنة 319ه، وتنسب إليه القاهرة المعزية، وقد بويع بالخلافة في المغرب، وكان أول خليفة فاطمي يدخل مصر سنة 358ه.

وكان ترميم شارع المعز لدين الله الفاطمي في العام2008، جزءاً من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي كان الانطلاقة لمشروع القاهرة التاريخية بهدف حماية الآثار المنتشرة بالشارع من التعديات والأضرار التي تسبب فيها زلزال 1992.

وقسمت أعمال الترميم وقتذاك إلى مراحل عدة، شملت ترميم 143 أثراً مسجلاً.

وقد شملت المرحلة الأولى مجموعة الغوري، ومسجد المؤيد شيخ، والسور الشمالي، وباب الفتوح.

وقد أصبح شارع المعز بعد أعمال تطويره واقتصار الحركة فيه على السير على الأقدام وجهة لعشاق الآثار الإسلامية، وهواة فن التصوير الفوتوغرافي، ومزاراً يجتذب مختلف الفئات العمرية من الأطفال والكبار من أبناء البلد والوافدين الذين استنشقوا فيه عبق التاريخ وعظمته وبهائه.

ويظل شارع المعز لدين الله الفاطمي واحداً من أبرز الوجهات السياحية التي يقصدها الناس للاستمتاع بروح الماضي وعراقته، والتقاط صور تذكارية تزيد من عمق العلاقة مع المكان، والممشى السياحي الفاخر المرصع على جانبيه بتحف معمارية فريدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4vryxapa

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"