الخرطوم: عماد حسن
يتأهب آلاف السودانيين لتسيير مواكب «30 يونيو» في الذكري الثالثة لمجزرة فض اعتصام الثوار أمام القيادة العامة للجيش، فيما تتواصل الاحتجاجات في الخرطوم، وعدد من المدن الأخرى تطالب بالحكم المدني، في حين كثفت السلطات الأمنية استعداداتها لمواكب غدٍ الخميس.
وفي ذروة ختام أسبوع حافل بالاحتجاجات في الأحياء والمدن، أطلقت قوات الأمن السودانية الرصاص والغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرات ليلية في عدد من أحياء مدينتي الخرطوم وأم درمان.
وينادي المحتجون بالحكم المدني الكامل وتحقيق العدالة للذين قتلوا في فض اعتصام الثوار أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم في الثالث من يونيو/حزيران 2019، عقب الإطاحة بنظام «الإخوان».
وقتل أكثر من 100 شاب في الاحتجاجات المستمرة منذ نحو 8 أشهر، رفضاً للإجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول 2021.
في الأثناء، تتواصل اجتماعات ثنائية للآلية الثلاثية مع المكون العسكري وتحالف قوى الحرية والتغير بشقيه «المركزي» و«الوطني»، بجانب لقاءات مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي أنيت ويبر، مع الفرقاء السودانيين لإنجاح جهود الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي و«الإيقاد»، والوساطة السعودية الأمريكية.
ودعت قوي الحرية والتغيير للمشاركة في مواكب 30 يونيو/ حزيران غداً الخميس، وتتمسك برفضها العودة للشراكة مع الجيش، وأعلنت عن مساعٍ لتوسيع الائتلاف بتكوين أكبر جبهة تضم كافة قوى الثورة، بغية الوصول للتخطيط الدقيق لإعلان إضراب وعصيان مدني، واتّخاذ تدابير لنزع السلطة للمدنيين، وقالت إن المواكب ستتجه إلى القصر الرئاسي.
وفي الإطار، عقدت الآلية الثلاثية، أمس الثلاثاء، لقاءً مع أعضاء في المكون العسكري بمجلس السيادة، والحرية والتغيير، بجانب لقاء مع وفد من حزب المؤتمر الشعبي.
وأوضحت بعثة الأمم المتحدة «يونيتامس» أن اللقاءات تأتي في إطار مشاورات الآلية الثلاثية الفنية مع القوى السياسية بشأن القواعد الإجرائية للمحادثات السودانية -السودانية.
في جانب آخر، أشاد عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي بالعلاقات الأزلية والتاريخية التي تربط السودان بالمملكة المتحدة. وشدد خلال لقائه المبعوث البريطاني الخاص للسودان وجنوب السودان، روبرت فيرويذر، بالخرطوم أمس، على ضرورة توطيد العلاقات الثنائية ودعمها وتطويرها، بما يخدم مصالح شعبي البلدين ويلبي تطلعاتهما.
وأطْلع كباشي، المبعوث البريطاني على الوضع السياسي الراهن، وأشار إلى ضرورة تضافر الجهود والعمل الجاد، وصولاً لرؤية موحدة لاستكمال الانتقال الديمقراطي، والخروج من الأزمة السياسية الراهنة.
إلى ذلك، قالت قوات الشرطة، إن وزير الداخلية طلب من النائب العام ووزير العدل، نشر مراقبين للقوات التي ستتعامل مع المتظاهرين في احتجاجات نهاية الأسبوع.
وقال بيان للشرطة، إن «وزير الداخلية ورئاسة الشرطة، طلبا من النائب العام ووزير العدل نشر مستشارين اتحاديين بمراكز الشرطة ومواقع التعامل كمراقبين للقوات منذ خروجها، والتأكد من تسليحها، ومرافقة وكلاء النيابة، وتدوين أي ملاحظات أثناء التعامل».
وأعلن البيان، التزام قوات الشرطة بحماية المواكب السلمية، مع الاحتفاظ باستخدام قواعد حق الدفاع الشرعي عن النفس والمواقع الاستراتيجية والسيادية ومراكز الشرطة، دفاعاً عن المنتظرين والنزلاء والعهد والممتلكات، وعدم السماح باقتحامها.
