عادي

عبر حدود هونغ كونغ.. بوادر مشاريع الاندماج مع الصين

20:24 مساء
قراءة 3 دقائق
هونغ كونغ

من مرتفعات قرية لوك ما شاو في أقصى شمال هونغ كونغ يمكن رؤية الحدود مع الصين بوضوح: نهر ضيق يفصل الأراضي الزراعية وبرك الأسماك عن ناطحات السحاب البراقة في مدينة شينزين على الجانب الآخر.

غداً الجمعة تصادف الذكرى ال25 لإعادة بريطانيا هونغ كونغ الى الصين. واذا كان المشهد من أعالي مرتفعات لوك ما شاو يدفع للاعتقاد بأن هونغ كونغ تبقى منفصلة عن الصين القارية، إلا أن هذه الأراضي هي قسم من مشروع ضخم لبكين جنوب الصين. ومع تلاشي الحدود، فإن عدم إجراء تشاور عام لم يساهم في تخفيف الاستياء الذي يشعر به بعض سكان هونغ كونغ غير المتحمسين للعيش على أبواب الصين القارية.

هذه الحدود التي تزداد هشاشة تثير قلق العديد من السكان. وساهم ذلك في اندلاع تظاهرات ضخمة مطالبة بالديمقراطية عام 2019، أثارها قانون يسمح بتسليم مطلوبين إلى الصين. وعززت الإجراءات التي اتخذتها بكين في السنوات التي تلت لإنهاء كل معارضة، الشعور بهيمنة متزايدة لبكين على هونغ كونغ.

مشاريع إدماج

يجري منذ عقود دمج شعب واقتصاد هونغ كونغ بالصين القارية. بين 1997 و2021 هاجر أكثر من 1.1 مليون شخص من الصين الى هونغ كونغ عبر نظام «تصريح أحادي الاتجاه» محدود الحصص أي ما يقارب من سُبع سكان المدينة الحاليين. كانت لغة الماندرين أكثر تفضيلاً في المدارس وساهمت وفقاً لمنتقدي هذا النهج، في تآكل الثقافة الكانتونية المشتركة بين هونغ كونغ وجنوب الصين. تم تعديل أيضا حدود هونغ كونغ لاسيما في سنوات 2010 مع توسع شبكة القطارات الفائقة السرعة الصينية في المدينة. أصبح جزء من محطة هونغ كونغ يخضع للقانون الصيني، ما يعني أن النظام القضائي الذي يسيطر عليه الحزب الشيوعي يطبق هناك. وأدى قانون الأمن القومي الصارم الذي فرضته بكين عام 2020 لإسكات أي معارضة، إلى تقلص الضمانات القانونية التي كانت قائمة حتى ذلك الحين بين هونغ كونغ والصين. وبموجب هذا القانون، بات يمكن لقوات الأمن في البر الرئيسي العمل بحرية في هونغ كونغ بدون الخضوع لقانون المدينة.

مدن كبرى

أدى انتشار وباء كوفيد-19 الى إحكام الصين قبضتها بشكل أكبر. ورغم أن الحدود قريبة جداً إلا أنها مغلقة بجزئها الكبير بسبب الإجراءات الصحية الصارمة جداً المعتمدة في الصين بموجب سياسة «صفر كوفيد». لكن أطباء في الصين نالوا إعفاءات للعمل في مستشفيات هونغ كونغ.

كما تم إرسال عمال الى المدينة لبناء منشآت صحية للطوارئ وكذلك بناء جسر جديد لتسهيل حركتهم. تريد حكومة هونغ كونغ تغيير وجه المنطقة الحدودية في السنوات العشرين المقبلة في إطار مشروع ضخم للتنمية الاقتصادية. المشروع الذي يطلق عليه اسم «متروبوليس الشمالية» وتبلغ قيمته مئة مليار دولار هونغ كونغ (12 مليار يورو)، ينص على بناء مدينة كبرى جديدة في شمال هونغ كونغ. تقول الحكومة إن ذلك سيتيح خلق 650 ألف وظيفة وكذلك تأمين مساكن جديدة تحتاج اليها المدينة بشدة. هذا قسم من مشروع أكبر ينص على دمج «المنطقتين الإداريتين الخاصتين» لهونغ كونغ وماكاو في تجمعات عملاقة من تسع مدن في غواندونغ، الأكثر دينامية بين المقاطعات الصينية، وبينها كانتون وشينزين.

اختلال السلطات

يشعر المخطط الحضري كينيث تو بالقلق بشأن عدم التناسق في رؤية الحكومة ويأسف لأن دائرة صغيرة تقود المناقشات حول تنمية هونغ كونغ.

فقدت المدينة أبرز شخصياتها المعارضة منذ أن بدأت بكين إسكات المعارضة، وتساءل تو من يمكن الآن أن يمثل سكان المنطقة الحدودية. وقال إن «الخلل في ميزان القوى مقلق» مضيفاً «هناك أشخاص مثل القرويين والمزارعين الصغار لن تكون لديهم أي فرصة للتعبير عن رأيهم». ويعبر جاك لام وهو بائع مستلزمات الهواتف النقالة ويقيم في حي قريب من الحدود، عن تفاؤل. يقول هذا الرجل البالغ من العمر 35 عاماً، «عندما يزداد عدد السكان يمكننا أن نتوقع مزيداً من التنمية وسيكون هناك المزيد من الأشخاص الذين سيؤسسون شركات، هذا أمر أكيد».

(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"