الطلبة والصيف

01:00 صباحا
قراءة دقيقتين

كثر هم الطلبة الذين لا يتاح لهم الاستمتاع بإجازة صيفية خارج الإمارات، ويقضونها في ربوع الدولة مع أهلهم، والسبب الوحيد الذي يشكو منه من يبقون داخل الدولة، هو ارتفاع حرارة الجوّ، خلال هذه الأشهر من السنة، بيد أن أوجه الترفيه والاستمتاع، وحتى الاستفادة المتوافرة هنا، أكثر بكثير من المتاحة في كثير من الأماكن في العالم.
ليس هنا مكان لعرض تنوع الحياة في الإمارات من متنزّهات ومراكز تسوّق، وشواطئ في سبع إمارات، ناهيك بالحدائق ورحلات السفاري، وغيرها الكثير، ولكن مردّ الحديث هنا، عن كيفية قضاء الأطفال وجيل الشباب إجازتهم الصيفية، بعيداً من إدمان «الأجهزة» و«بلاي ستيشن» والسهر حتى الصباح، والنوم طوال اليوم.
المهمة في هذا المضمار تقع على الأهل في البحث عن ميول أبنائهم وتنمية هواياتهم وما يحبون فعله، وخرطهم في أنشطة تبقي إيقاع حياتهم قيد الضبط والربط، عبر قضاء أوقات في أندية أو أنشطة معينة، أو أشياء تعليمية، بحيث يستفيد هذا الطالب من إجازته، بأن يضيف إلى مهاراته أي شي يفيده في الحياة أو بعد العودة إلى الدراسة.
الأنشطة التي يمكن خرط الأولاد بها - بحسب أحد الخبراء - يجب أن تتميز بسمات تجعل الشاب أو الفتاة متشوقاً للانضمام إليها؛ بحيث تكون متنوعة ومتميزة وجاذبة، وتسهم في تنمية جملة من الأفكار لدى الطالب، كتحمل المسؤولية والثقة بالنفس والمشاركة الإيجابية الفعالة. 
بعض الأولاد يرفضون الانضمام إلى هذه الأنشطة، بسبب الكسل، والنوم معظم الوقت، والسبب لميل الأولاد نحو هذا الرفض، مردّه عدم تنوع الأنشطة، أو عدم مراعاة منظميها لعناصر الجذب، وهو ما يجعل الشاب يرفض فكرة الانضمام وتفضيل أنشطة أخرى قد تكون غير مناسبة، أو مؤثرة إيجاباً فيه، ومن ثم تؤدي إلى هدر وقته وضياع هويته الذاتية أيضاً.
وزارة التربية والتعليم تحرص على تبيّن الكثير من الأنشطة الصيفية، وهي التي أطلقت عام 2020، منظومة الأنشطة المهارية والأكاديمية عن بُعد، بمجموع 98 نشاطاً وبرنامجاً تستهدف 137 ألف طالب وطالبة، بسبب تداعيات فيروس «كورونا»، وهي الوزارة ذاتها التي تلقي على كاهلها استمرارية هذه الأنشطة، سواء بالحضور أو عن بُعد.
من الأهمية بمكان إزاء الحديث عن إشغال أوقات الأولاد، الالتفات إلى التطوع الذي يمكن عبر الجهات الرسمية أن يُنشَّط خلال إجازات الصيف، بحيث يمكن إشغال الشباب أكثر وأكثر، خاصة أن سياسة الدولة في هذا المجال تؤكد أهمية ثقافة العمل التطوعي في تعزيز التنمية المستدامة، وبناء مستقبل أفضل للأجيال، خاصة مع وجود كثير من المؤسسات التطوعية التي تنظم هذا العمل وتقدمه بطريقة جميلة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"