عادي
رأوا مشاعر ولحظات الفرح في الاحتفالات حدثاً لا يُقارن

خريجو دفعتي «كورونا» يطالبون بحفلات «حضورية»

23:32 مساء
قراءة 7 دقائق
إحدى حفلات التخرج الافتراضية

تحقيق: عبد الرحمن سعيد

يرى خريجو الجامعات في حفل تخرجهم ذكرى لا يمحوها الزمن، وحدث لا يدانيه أي حدث؛ حيث يجتمع الزملاء مع أساتذتهم وعائلاتهم في حفل يحفر أحداثه في عقل وقلب كل خريج، لكن في السنتين الماضيتين (2020 - 2021) كانت حفلات التخرج افتراضية بسبب أزمة جائحة كورونا التي منعت التجمعات ووضعت قيوداً على الحركة، فجاءت الحفلات تفتقد عشرات الأحداث الحية التي تملأ الوجدان برائحة الأيام الأخيرة في الجامعة كما تشعل القلب والعقل بذكرى الأحبة، لذا اضطر العديد من خريجي الدفعتين يطالبون جامعاتهم بإقامة حفلات تخرج حضورية لهم أسوة بباقي الدفعات حتى يعيشوا فرحة التخرج.

وتساءل هؤلاء الخريجون: لماذا لا يتم إدراجنا ضمن حفلات التخرج للعام الجاري أو العام المقبل، مؤكدين أن مشاعر ولحظات حفلات التخرج الحضوري لا يمكن أن تقارن بحفلات التخرج الافتراضي، وأن هذا أبسط حقوقهم، وواجب لا بد للجامعات تنفيذه تجاههم.

تقول الخريجة أسيل عزت حسين، الحاصلة على بكالوريوس في القانون من إحدى جامعات الدولة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف والأولى على دفعة عام 2021، إنها لم تشعر بفرحة التخرج نظراً لأن الجامعة اختصرت حفل التخرج على حفل افتراضي تضمن كلمات ومن ثم عرض أسماء الطلاب في فيديو فقط.

وتوضح أن الجامعة تواصلت معها قبل موعد الحفل الافتراضي بأسبوعين فقط، وذلك لتفصيل «روب التخرج» وارتدائه وإرسال صورة شخصية به، وهي مدة غير كافية نظراً للزحام على محال التفصيل، والالتزامات اليومية، ومن ثم اكتفت الجامعة بالخريجين الذين أرسلوا صورهم، وعرضت أسماء الباقي دون صور على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للجامعة.

وتضيف: بذلت جهداً كبيراً خلال سنوات الدراسة، وحصلت على الدرجات النهائية، لكني بسبب الحفل الافتراضي لم أعيش فرحة التخرج، ولم أتمكن من مشاركتها مع أفراد أسرتي، وكذلك لم أتمكن من التقاط صور تذكارية للحدث الأهم في حياتي.

وطالبت الجامعة بإعادة النظر في حفلات التخرج الافتراضية لدفعتها، وفتح باب التسجيل للخريجين للتمكن من التكريم في الحفلات الحضورية للأعوام المقبلة؛ حيث منعت الجامعة خريجين دفعة 2021 من التسجيل في الحفلات الحضورية للعام الجاري، نظراً لأنهم تخرجوا بالفعل، وتم تكريمهم افتراضياً.

بدون حفلات

ويلفت علي محمد، الحاصل على بكالوريوس هندسة الطيران من إحدى الجامعات في الدولة دفعة عام 2020، إلى أن الجامعة لم تنظم حفل تخرج، لا حضورياً ولا افتراضياً؛ حيث كانت الظروف الاستثنائية قائمة بسبب انتشار فيروس كورونا.

ويشير إلى أن إدارة الجامعة تواصلت مع خريجي دفعة 2020 بعد عام من التخرج لتنظيم الحفل افتراضياً، لكنه لم يتمكن من الحضور؛ حيث كان خارج الدولة لظروف عائلية طارئة، مبيناً أن التخرج بدون حفلة يفقد الفرحة معناها، على الرغم من تواجد ظروف استثنائية.

ويطالب الجامعة بإدراجه وزملائه ضمن حفلات التخرج للعام الجاري أو العام المقبل، مؤكداً أن مشاعر ولحظات حفلات التخرج لا يمكن أن تقارن بأي لحظات أخرى، وأن هذا أبسط حقوقهم، وواجب لا بد من تنفيذه.

احتفل بنفسه

ويقول يزيد عمر يوسف الدقير، الحاصل على بكالوريوس حاسوب وأمن المعلومات بكلية الهندسة في إحدى الجامعات بالدولة عام 2021، إن الجامعة استغرقت عاماً لتنظيم حفلة التخرج الحضورية؛ حيث تخرج شهر 6 من عام 2021، وتواصلت معه الجامعة عبر الإيميل الشهر الماضي، لتدعوه لحضور حفل التخرج، لكنه لم يتمكن من حضور الحفل؛ حيث التحق بوظيفة شاغرة وما زال في فترة التدريب أي أنه غير قادر على طلب إجازة.

ويؤكد أن الجامعة طلبت رسوماً بحوالي 600 درهم، نظير تذكرتين لحضور المرافقين وروب التخرج، لكنه كان بالفعل قد احتفل بنفسه منذ عدة أشهر، مع أهله وعدد من أصدقائه، وركز في رحلة البحث عن عمل.

فقدت رونقها

وتبين نورة محمد البريكي الحاصلة على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من إحدى جامعات الدولة دفعة 2020، أن حفل تخرجها كان افتراضياً؛ حيث تواصلت الجامعة مع خريجي الدفعة وطلبت منهم التوجه للحرم الجامعي لتصوير فيديو والتقاط صور لعرضها على منصات التواصل الاجتماعي، وللخريجين الذين لم تسمح ظروفهم يستخدمون صورهم من أرشيف الجامعة.

وتوضح أن لأسرتها كان الفضل الأكبر في دعمها عند التخرج؛ حيث حرصوا على التواجد وقت عرض الفيديو على منصات التواصل وسط أجواء من البهجة والفرح.

وتضيف: لا أطالب الجامعة بإدراجي في إحدى حفلات التخرج؛ حيث إن فرحة التخرج بعد سنوات تفقد رونقها وبهجتها، وتصبح بلا طعم.

بعد عامين

وتقول شيخة صالح النعمان الحاصلة على بكالوريوس الاتصال الاستراتيجي من إحدى الجامعات دفعة 2022: «تواصلت الجامعة معي عبر الإيميل لتبلغني أن حفل تخرجي سيعقد بعد سنتين من الآن، الأمر الذي من شأنه التأثير بشكل ملحوظ على فرحتي بالتخرج».

وطالبت الجامعة بالتنسيق المسبق وتنظيم حفلات التخرج خلال العام؛ بحيث عندما تتخرج الدفعة تجرى لها حفل تخرج مباشرة؛ حيث إن الحفلة عندما تتأخر تفقد معناها، ويصعب على إدارة أي جامعة دعوة جميع طلاب الدفعة المتخرجين، نظراً لظروف العمل والسفر وغيرها من الأسباب، كذلك الخريجين بعد عامين يكونوا انخرطوا في سوق العمل وإلى حد ما فقدوا فرحة التخرج وأصبحت لديهم اهتمامات أخرى.

مشاركة الأسرة

وأكدت الخريجة فاطمة الهلال الحاصلة على بكالوريوس إدارة الأعمال من إحدى الجامعات في الدولة عام 2020، أن الجامعة تواصلت معها بخصوص حفلة التخرج الافتراضية بعد الانتهاء من الدراسة بعدة أشهر، نظراً للظروف الاستثنائية حينها، ما تسبب لها بكسر فرحة التخرج بعد سنوات من الجد والاجتهاد.

وتشير إلى أنها تعاملت مع الموضوع من جانبه الإيجابي؛ حيث تمكن جميع أفراد أسرتها من مشاركتها فرحة التخرج من المنزل، وإجراء حفل مخصص لها مع الأهل، ما كان بمثابة تعويض عن حفلة التخرج الافتراضية غير الاعتيادية.

تكريم لائق

والتمس الخريج أمجد محمد علي، الحاصل على بكالوريوس نظم المعلومات من إحدى الجامعات في الدولة دفعة 2020، العذر لجامعته جراء عدم تنظيم حفل تخرج، نظراً للظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، وما نتج عنها من إغلاقات، موضحاً أن عدم تنظيم الحفل كان في المقام الأول بهدف الحفاظ على صحة الخريجين؛ حيث لم تقصر الجامعة في توفير مختلف وسائل الدعم طوال فترة الدراسة.

ويقترح على الجامعة فتح باب التسجيل لخريجي دفعتي كورونا للتمكن من التسجيل والحصول على تكريم يليق بالمشوار الدراسي المنجز؛ حيث هناك خريجون يرون أن التكريم بمثابة ثمرة الكفاح وآخرين غير مبالين واكتفوا بالاحتفاء مع الأسرة، أي أن الأعداد التي ستسجل لن تكون نفس عدد الخريجين، ما سيسهل الآلية، وسيحدث فارقاً في نفوس العديد من الخريجين.

مفاجأة استثنائية

وتقول مريم العلوي خريجة دفعة 2020 الحاصلة على بكالوريوس في نظام إدارة المعلومات من إحدى جامعات الدولة إنها عندما تخرجت لم يتم تنظيم حفل تخرج لها ولا حتى حفل افتراضي ما تسبب لها بشعور نفسي سيئ جداً، وبعد مرور عدة أشهر فاجأتها الجامعة بالتواصل معها، ودعوتها لحضور حفل تخرجها؛ حيث استجابت الجامعة لمطالبة الطلاب بإجراء حفل تخرج حضوري.

وتبين أنها كانت مفاجأة من الجامعة غير متوقعة واستثنائية؛ حيث إن أجواء حفلات التخرج الحضورية شعور بالسعادة لا يوصف، بمشاركة الأهل والأصدقاء.

جامعة زايد

ورداً على مطالب خريجي دفعتي كورونا بإقامة حفل تخرج حضوري لهم، يرى راشد الشامسي، مدير إدارة الشؤون المهنية للخريجين بالإنابة: ليس من ضمن خطة العمل الحالية وذلك باعتبار الحفل الاستثنائي الذي أقيم لخريجي دفعة 2020، قد أقيم بالفعل بشكل مختلف ميزهم عن غيرهم من الدفعات السابقة، وخريجي دفعة 2021 عقد لهم حفل تخرج بمعرض إكسبو دبي 2020.

ويضيف: من وجهة نظري كان حفل التخرج الافتراضي «عن بعد» حفل استثنائي ميزتهم عن غيرهم من الدفعات السابقة وكانوا بالفعل دفعة اللا مستحيل؛ حيث تكللت كل الجهود لتمكين إقامة حفل التخرج والاستمتاع مع ذويهم بفرحة التخرج من منازلهم، ومن أجل ذلك سخّرنا لهم أفضل وسائل التكنولوجيا المرئية لتحقيق أفضل التجارب الممكنة لبث أجواء التخرج والفرحة بصورة غير اعتيادية.

نيويورك أبوظبي

ويؤكد مبارك علي البريكي رئيس قسم التطوير بجامعة نيويورك أبوظبي، أن حفلات التخرج الافتراضية كانت أفضل عن الحفلات التقليدية؛ حيث إن هناك نسبة ليست قليلة من طلبة الجامعة مغتربون عن أوطانهم ويقيمون في الإمارات كوافدين، موضحاً أنه تم الاحتفاء بخريجي دفعة 2020، والبالغ عددهم 300 طالب وطالبة من أكثر من 75 دولة، افتراضياً عن بعد، كما تم الاحتفاء بخريجي دفعة 2021 والبالغ عددهم 320 طالباً وطالبة يتحدثون أكثر من 70 لغة، عبر حفل افتراضي عن بعد حضره أكثر 4000 شخص على مستوى العالم.

وقال: يصعب تواجد الأهل والأصدقاء التواجد في الحفل أصلاً لأنهم يتواجدون خارج الدولة، لكن من إيجابيات الظروف الاستثنائية التي عشناها أن الحفلات الافتراضية مكنت الأهل والأقارب والأصدقاء من حضور حفلات التخرج بضغطة زر من أي مكان على مستوى العالم، مؤكداً أنه ليس للجامعة نية بإدراج خريجي العامين الماضيين ضمن حفلات التخرج المقبلة.

ويشير إلى أن تنظيم حفلات التخرج الافتراضية يستغرق وقتاً وجهداً يكاد يكون أكبر من الحفلات التقليدية، مع احتفاظها بالرونق نفسه، والحرص على حضور عدد من الوزراء والمسؤولين لتحفيز الخريجين على تحقيق المزيد من النجاحات.

جامعة العين

ويقول الدكتور غالب الرفاعي رئيس جامعة العين إن مطالبة الخريجين بإعادة إدراجهم ضمن حفلات التخرج الحضورية حدث بالفعل مع خريجي دفعتي عام الاستعداد الخمسين 2020-2021، والذي أقيم حفلهم افتراضياً حفاظاً على الصحة العامة في ظل جائحة كوفيد- 19؛ حيث تم قبول مشاركتهم وبشكل استثنائي في حفل تخريج دفعة عام الخمسين والذي أقيم في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 بشكل وجاهي بمقر الجامعة في أبوظبي.

درس في الحياة

«تجري الرياح بما لا تشتهي السفن» هكذا خاطبتنا الدكتورة أمينة عبدالله الماجد مستشارة أسرية وخبيرة تربوية؛ حيث تقول إن حرمان خريجي عامي 2020 و 2021 من الانضمام لحفلات التخرج الحضورية، أكبر درس لهم في بداية حياتهم العملية، سيزرع في نفوسهم أنه ليس كل شيء نتمناه يحدث، لأن الحياة مملوءة بالمصاعب في سوق العمل، وحتى في الجانب الأسري.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"