عادي
أزمة نقص الموهوبين تؤثر في الإنفاق على أجهزة الحاسوب والطابعات

4.5 تريليون دولار الإنفاق العالمي على تقنية المعلومات

21:38 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي: «الخليج»
من المتوقع أن يصل إجمالي الإنفاق على تقنية المعلومات في العالم إلى 4.5 تريليون دولار في العام 2022، بزيادة قدرها ثلاثة في المئة عن العام 2021، وفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن شركة أبحاث الأسواق العالمية «غارتنر». وتشير التوقعات إلى أن النمو في الإنفاق على تقنية المعلومات في العام الجاري سيحدث بوتيرة أبطأ بكثير مقارنة بالعام الماضي، وذلك بسبب الانخفاض المتوقع في إنفاق المستهلكين على أجهزة الحاسوب الشخصية والأجهزة اللوحية والطابعات، والذي سيؤدي إلى تقليص الإنفاق على الأجهزة بنسبة خمسة في المئة. هذا، ومن المتوقع، إقليميًا، أن يصل الإنفاق على تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العام الجاري إلى أكثر من 170 مليار دولار.

اعتبر جون-ديفيد لفلوك، نائب الرئيس للأبحاث الكبرى لدى «غارتنر»، أن التضخم الحاصل حول العالم «أصبح يهيمن على أذهان الجميع»، مشيرًا إلى أن تركيز البنوك المركزية في جميع الدول بات مُنصبًا على مكافحته، مع توقعات بانخفاض معدّلات التضخّم الإجمالية في نهاية العام 2023. واستبعد أن تؤدي التقلبات الحالية في معدّلات التضخم وأسعار صرف العملات حول العالم إلى وقف تنفيذ خطط الاستثمار التي أعدّها كبار مسؤولي المعلوماتية في مختلف المؤسسات للعام 2022، مرجّحًا أن يكون مصير المؤسسات التي لن تستثمر في وقت قريب «التخلّف عن ركب المنافسة في الأمد المتوسط، والمخاطرة بقدرتها على الصمود في الأمد البعيد».

وأدت الزيادات في الأسعار وضعف القدرة على التوريد حول العالم، جرّاء الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى مسارعة مسؤولي تقنية المعلومات في المؤسسات إلى تفضيل الحصول على التقنيات في شكل خدمات، عوضًا عن تملّكها، ما دفع الإنفاق على التقنيات السحابية إلى تحقيق نمو قدره 18.4 في المئة في العام 2021، يُتوقّع أن يرتفع إلى 22.1 في المئة في 2022. ومن شأن الطلب على الخدمات السحابية أن يعيد رسم ملامح قطاع خدمات تقنية المعلومات وأن يقود إلى زيادة الإنفاق على الخوادم بنسبة 16.6 في المئة في 2022، حيث تسعى المؤسسات التي تشهد نموًا تقنيًا كبيرًا إلى إنشاء مراكز بيانات خاصة بها.

ومن المتوقع أن يشهد الإنفاق على أنظمة مراكز البيانات أقوى نمو بين جميع القطاعات في العام 2022، وذلك بنسبة 11.1 في المئة، فيما يُتوقع أن تنمو الاستشارات السحابية وتنفيذ المشاريع السحابية والخدمات السحابية المدارة بنسبة 17.2 في المئة هذا العام، لتبلغ قيمتها 255 مليار دولار، بعد أن وصلت إلى 217 مليار دولار في 2021، ما يساعد على دفع قطاع خدمات تقنية المعلومات بشكل عام إلى تحقيق نمو يبلغ 6.2 في المئة في 2022.

نقص الموهوبين التقنيين

من المتوقع أن يتراجع النقص الحاد الذي يلمسه العالم حاليًا في مهارات تقنية المعلومات بحلول نهاية العام 2023، عندما تتباطأ مساعي المؤسسات في مسيرتها للتحوّل الرقمي، ويُصبح ثمّة متسع في الوقت لتطوير مهارات الموظفين الحاليين وتأهيلهم. لكن سيضطر مسؤولو المعلوماتية، في الأمد القريب، إلى اتخاذ إجراءات لموازنة الطلب المتزايد على تقنية المعلومات والانخفاض الحاصل في مستويات التوظيف في هذا المجال.

وتستمر سوق العمل في مجال تقنية المعلومات في التقلّص، ما يصعّب استقطاب المواهب واستبقاءها. وقد أظهرت دراسة استطلاعية عالمية أجرتها «غارتنر» على سوق العمل وشملت نحو 18000 موظف في الربع الأول من 2022، أن البدلات المالية أهمّ عوامل جذب الموهوبين في مجال تقنية المعلومات واستبقائهم. وبات مقدمو الخدمات التقنية يرفعون أسعار خدمات تقنية المعلومات للتمكّن من دفع رواتب تنافسية لموظفيهم، ما من شأنه المساهمة في زيادة الإنفاق على البرمجيات والخدمات خلال العامين 2022 و2023. هذا، ومن المتوقع أن ينمو الإنفاق العالمي على البرمجيات بنسبة 9.6% ليصل إلى 806.8 مليار دولار في 2022، كما يُتوقع أن يبلغ الإنفاق العالمي على خدمات تقنية المعلومات 1.3 تريليون دولار.

وأوضح لفلوك أن مسؤولي المعلوماتية يستخدمون المزيد من خدمات تقنية المعلومات «لسدّ النقص في الموظفين المهرة». أما على صعيد المنطقة، فتشير توقعات العام 2022 إلى أن مسؤولي المعلوماتية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعتزمون الحصول على مزيد من خدمات تقنية المعلومات، بزيادة قدرها تسعة في المئة عن 2021. وأضاف: «هناك ميل إلى الاستعانة بشركات الخدمات المدارة في إنجاز المهام التي تتطلب مهارات أقلّ، وذلك توفيرًا لوقت الموظفين، في حين ستزداد الاستعانة باستشاريين خارجيين في إنجاز مهام العمل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"