شاعرات إماراتيات في عينٍ بحرينية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

د. حسن مدن

أربع شاعرات من الإمارات، هن: عوشة السويدي، شيخة الجابري، مريم النقبي، كلثم عبدالله، وجدت نصوص لهن حيزاً في كتاب الأكاديمية البحرينية، الدكتورة رفيقة بن رجب، في كتابها «نبض النص – دراسة أسلوبية»، وخصصت فصله الثاني لدراسة «جدلية المفاهيم الإبداعية في شعر المرأة الخليجية»، وفيه رأت أن وصول المرأة في الخليج إلى ملاءمة التجربة الشعورية المتداخلة مع البنى العميقة التي تعبر من خلالها عن موقفها، وتسقط بها مشاعرها المرهفة، تجعلنا نستكشف جدلية تعدد المفاهيم الشعرية التي تنمّ عن المخزون الثقافي لديها، والذي يتحرك بين نسقين: «نسق المتلقي ونسق الباث».
والدكتورة رفيقة بن رجب صدرت لها مؤلفات أخرى، بينها «تجليات الحداثة في كتاب طبقات الشعراء لابن المعتز العباسي - دراسة أسلوبية»، و«سيكولوجيا التأثر في كتاب المثل السائر لابن الأثير» وغيرهما، كما لها بحوث علمية منشورة في دراسة الشعر العربي، القديم منه خاصة.
رأت الباحثة أن فضاء المتن لدى الشاعرة عوشة السويدي ممتد إلى ما لانهاية، فالنص يشمل وعاءً معرفياً فيه موسيقى تراتبية ساعدت على خلق جوٍ من الجماليات التي تمثل منظومة من القلائد، ملاحظة أن للشاعرة مئات النصوص الشعرية الغنية بجماليات الصور الفنية بمعان قوية تتناسب وانسيابية النصوص وتعدد أغراضها.
كما تناولت الباحثة قصيدة «غصّة صمت» للشاعرة شيخة الجابري، التي قالت إنها تُذكرها بالشعر العمودي الأثير الذي أنشده كبار الشعراء القدامى، فبين سطورها مادة ثرية مكتنزة استوعبت الأنساق الجمالية عبر خطاب شعري يفرض وجوده عند المتلقين حباً لا قسراً، وما بين جدل المؤتلف والمختلف تنتظم في القصيدة معاني ذات موسيقى دلالية.
وللشاعرة مريم النقبي تناولت الباحثة قصيدة «مدينة من سحاب» التي وجدت «تأرجحاً مبدعاً» في أسلوبها الواقع بين العامي والفصيح، بتلقائية وعفوية ليستا متكلفتين، فالمشاعر كلها مكتنزة في ضمير الشاعرة، يُحركها هاجس خفي يمنحها قدراً من التماهي بين المضمر والمفصح عنه.
وفي قصيدة «بوح» لكلثم عبدالله وجدت الباحثة أن الشاعرة تجاوزت المسافات المعتمة بالتركيز على المجازات التعبيرية التي جسدت المطلوب بشكلٍ معبر ترجم ما بين الحنايا، في مزاوجة بين الجهر والهمس.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"