تحدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي التحذيرات والتهديدات الصينية، ووصلت مساء، أمس الثلاثاء، على متن طائرة عسكرية إلى مطار سونغشان في العاصمة التايوانية تايبيه، وكان في استقبالها وزير الخارجية التايواني جوزف وو، فيما اعتبرت الصين أن زيارة بيلوسي «بالغة الخطورة»، وأعلنت وزارة الدفاع الصينية حالة التأهب وتوعدت القيام ب«أعمال عسكرية محدودة الهدف»، في حين اعتبرت روسيا أن زيارة بيلوسي إلى تايوان ستشكّل «استفزازاً صرفاً»، مشدّداً على «تضامن روسيا المطلق» مع الصين، ومتهماً الولايات المتحدة ب«زعزعة العالم» من خلال إحداث توترات بشأن تايوان.
وأعلنت بيلوسي لدى وصولها إلى تايوان أن زيارتها تظهر التزام واشنطن القوي حيال الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها الصين جزءاً من أراضيها. وقالت بيلوسي في بيان بعيد وصول طائرتها إن «زيارة وفد الكونغرس لتايوان تكرس التزام أمريكا الثابت بدعم الديمقراطية النابضة في تايوان». وأكدت بيلوسي وهي أرفع مسؤول أمريكي منتخب يزور تايوان في 25 عاماً، إن زيارتها لا تتعارض «بأي شكل» مع السياسات الأمريكية التي تعترف ب«صين واحدة» ولم تعترف رسمياً بتايوان كدولة مستقلة. ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي انتقادات بكين الحادة للزيارة قائلاً إنها ليست الزيارة الأولى لمشرّع أمريكي إلى تايوان. واعتبر أنه «لا يوجد انتهاك لأي قضايا تتعلق بالسيادة هنا». وقال إن «الولايات المتحدة لن تخيفها التهديدات». وأضاف «لدينا التزامات أمنية جادة في المنطقة... نأخذ تلك الالتزامات على محمل الجدّ»، مشيراً إلى أن واشنطن ستضمن أن تكون زيارة بيلوسي «آمنة».
ومن جانبها، اعتبرت تايبيه أن زيارة بيلوسي إلى تايوان تظهر دعماً «راسخاً» من واشنطن، وقالت وزارة الخارجية التايوانية «نعتقد أن زيارة رئيسة مجلس النواب بيلوسي... ستعزز العلاقات الوثيقة والودية بين تايوان والولايات المتحدة، وتعمق أكثر التعاون الدولي بين الجانبين في كافة المجالات». وكانت وزارة الدفاع التايوانية أكدت أمس الثلاثاء أنها «مصممة وقادرة وواثقة» من أنه بإمكانها حماية الجزيرة من تهديدات الصين المتزايدة على خلفية زيارة بيلوسي إلى تايوان.
وبالمقابل، توعدت الصين بشنّ «أعمال عسكرية محددة الهدف» رداً على زيارة بيلوسي إلى تايوان، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تسيان في بيان استنكر فيه الزيارة إن «جيش التحرير الشعبي الصيني في حالة تأهب قصوى وسيشنّ عمليات عسكرية محددة الهدف للرد على ذلك، وللدفاع بحزم عن السيادة الوطنية ووحدة الأراضي، وإحباط التدخل الخارجي ومحاولات (استقلال تايوان) الانفصالية». وكتبت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية على تويتر: «سيجري جيش التحرير الشعبي الصيني مناورات عسكرية وأنشطة تدريبية مهمة، بما في ذلك تدريبات بالذخيرة الحية، في ست مناطق محيطة بجزيرة تايوان من الخميس حتى الأحد». وكانت الصين حذرت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، من أنها «ستدفع الثمن» في حال زارت بيلوسي تايوان.
إلى ذلك، اتهمت روسيا الولايات المتحدة ب«زعزعة العالم» من خلال إحداث توترات بشأن تايوان، وكتبت الناطق باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «واشنطن تزعزع العالم. لم يحل أي نزاع في العقود الأخيرة بل تم التسبب بنزاعات كثيرة». وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف «كلّ ما هو مرتبط... بزيارة محتملة إلى تايوان هو استفزاز صرف. هذا يفاقم الوضع في المنطقة ويعزّز التوترات». وأضاف «نحن في تضامن مطلق مع الصين التي يُعتبر موقفها تجاه هذه المشكلة مفهوماً ومبرراً تماماً». (وكالات)
