عادي

تعرف إلى «نيلز بور» أحد الآباء المؤسسين لميكانيكا الكم

20:11 مساء
قراءة 3 دقائق
غلاف

أصدرت دار آفاق للنشر والتوزيع كتاب «فيزياء الكم والمعرفة الإنسانية» للعالم الدنماركي «نيلز بور» ترجمة مصطفى العدوي، ويكتسب هذا الكتاب أهميته من حقيقة أن علم ميكانيكا الكم لم يشهد تطوراً يذكر منذ جيل الآباء المؤسسين، الذي يحتل «نيلز بور» مؤلف هذا الكتاب مكانة رفيعة بينهم، ذلك أنه منذ سبعينيات القرن العشرين لم يشهد هذا العلم أي طفرات، وبمجرد انتهاء المجتمع العلمي من صياغة النموذج الذري لم يطرأ عليه أي تغيير، حتى مع كل التطور التكنولوجي الذي أدى بالضرورة إلى تطور التجريب، فقد صارت التجربة مزيداً من التأكيد العملي للأفكار النظرية القديمة.

ظلت المشكلات القديمة عالقة إلى الآن من دون حل حاسم أو عمل جاد للإجابة عن أسئلتها، مشكلات مثل القياس الكمومي والتفسير الكمومي للجاذبية والمادة المظلمة في الكون، وهي مشكلات عمرها الآن يربو على الثمانين عاماً، وإن كان المرء ليعجب كيف أمكن لهذا الجيل أن يصل إلى كل هذه المعرفة بإمكانات متواضعة مقارنة بتكنولوجيا اليوم، فلعل هذا الكتاب يسرد بعضاً من الزخم الشديد، وتضافر العقول من أجل إنجاز هذا العمل.

تقول «سابين هوسيفيلدير» وهي عالمة في الفيزياء النظرية وموسيقية وأديبة إن «المشكلة تكمن في أن الفيزياء تغيرت، لكن الفيزيائيين لم يتغيروا، فهم يتبعون الأساليب القديمة نفسها التي تعلموا بها» ولعلنا ندرك الآن أهمية المقولة: «إن الأحداث الاستثنائية تحتاج إلى عقول استثنائية» وهذا الكتاب شهادة نيلز بور على عصر الزخم العلمي والمعرفي، كما ذكر نصاً أنه كان محظوظاً لكي يشهد التعاون الرائع بين صفوة العقول العلمية من كل الجنسيات، هذا التعاون الذي أدى إلى ظهور الشكل النهائي للنموذج الذري كما نعرفه اليوم.

يؤكد «نيلز بور» أن أهمية العلوم الفيزيائية لا تكمن في تطوير التفكير الفلسفي العام فقط في مساهماتها في زيادة معرفتنا المتزايدة بالطبيعة التي نحن أنفسنا جزء منها، لكن أيضا في الفرص التي قدمتها أدواتنا مراراً وتكراراً لفحصها وصقلها، ففي القرن العشرين كشفت دراسة التركيب الذري للمادة وجود قيود غير متوقعة لنطاق الأفكار الفيزيائية الكلاسيكية، وألقت ضوءاً جديداً على متطلبات التفسير العلمي الذي تضمنته الفلسفة التقليدية.

يصف نيلز بور في مقاله الأول حالة الملاحظة في فيزياء الكم ومفهوم مبدأ المكاملة، وفي المقال الثاني تعامل مع مبدأ المكاملة لمشاكل علم النفس وعلم الاجتماع بمزيد من التفصيل، واستخدم مقطعاً من رواية دنماركية كان مولعاً بها في شبابه، لتوضيح حالة نفسية تكون فيها علاقات مبدأ المكاملة واضحة.

وتناولت الورقتان التاليتان العلاقة بين الفيزياء وعلم الأحياء، فيما تطرق المقال الثالث الذي كتبه عام 1960 بعنوان «الضوء والحياة إعادة نظر» لكنه بعد فترة وجيزة أصيب بالمرض وكان في طريقه للتعافي واستئناف العمل على المقال إلا أنه لم يكتمل حيث توفي فجأة في 18 نوفمبر 1962.

نيلز بور فيزيائي دنماركي ولد في كوبنهاجن، وأسهم بشكل بارز في صياغة نماذج لفهم البنية الذرية إضافة إلى ميكانيكا الكم، وخصوصاً تفسيره الذي ينادي بقبول الطبيعة الاحتمالية التي تطرحها ميكانيكا الكم ويعرف هذا التفسير بتفسير كوبنهاجن وسمي على اسمه معهد نيلز بور بكوبنهاجن، وهو أول من أدخل النموذج الشمسي في فهم الذرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"