تحدي الاستمرار في التطور

00:25 صباحا
قراءة دقيقتين

دون شك أن الفعالية والجدية، والعمل وزيادة الخبرات، وتنمية المعرفة، عوامل من ضمن عدة عوامل أخرى، تؤدي إلى النجاح، وتساعد على تجاوز ما هو متوقع من الصعاب والعقبات، فمن غير المعقول، أن ننشد النجاح، أو نريد تحقيق تفرد وفوز، أو حصد تميز وانتصار، من دون عمل، دون مهارة، دون علم، دون تدريب وصبر على الآلام، دون التضحية بالوقت الجميل مع الأصدقاء. 
في بعض الأحيان، تكون أهم متطلبات النجاح، وأكثرها إلحاحاً، تغيير روتين حياتك، أو إلغاء أنشطة محببة للنفس، تغييراً يستهدف التركيز وبذل المزيد من الجهد والتفرغ. 
على سبيل المثال، طالب في السنة النهائية من مسيرته التعليمية، وهي مرحلة تحتاج منه لتكثيف الجهد، ومنحها المزيد من الوقت للاستذكار والمراجعة والاستعداد للاختبارات، على أمل أن يحصد درجات مرتفعة وتقدير امتياز، وكما هو واضح، أنه لن يستطيع تحقيق مثل هذا الإنجاز، وتنفيذ هذه الغاية، دون عدة إجراءات تشمل تغيراً في الأولويات، وإدخال تعديلات في جدوله اليومي، يتم فيه إلغاء الكثير من الروتين أو المهام التي تعوّد على إنجازها فيما سبق، وإحلال مهام وأعمال جديدة مكانها، تتعلق بتخصيص المزيد من الوقت للاستذكار والمراجعة. 
الحال نفسها في مجالات العمل والوظيفة، عندما يقرر أحدهم أن يبدع ويكون موظفاً مختلفاً، ويؤدي مهام عمله باحترافية ومهارة، فإن هذا يتطلب منه المزيد من المعرفة بجوانب العمل، وإلمام بالمستجدات والتطورات، وهذا يقوده نحو الدخول في دورات تدريبية ومهارية، والالتحاق بورش تعليمية، عن تطورات بيئة العمل، والإبداع في مجالات الوظيفة... إلخ. ولعل ما نخلص له، أننا عندما نرغب في النجاح والتميز والتفوق، فإننا نحتاج للتحسن، لمواصلة التعلم، للمزيد من المعرفة، وهذا يعني المزيد من النمو في مجالات العلم والمهارة والإتقان، المزيد من التقدم في مجالات المعرفة والتحسن، والمواصلة والاستمرار، هي السبيل الحقيقي نحو كل ما نريد تحقيقه، وكما يقول الكاتب والفيزيائي بينجامين فرانكلين: «بدون النمو والتقدم المستمرين، لا يكون لكلمات مثل التحسن والإنجاز والنجاح معنى» بل لن يكون لها أي مدلول ومعنى على أرض الواقع، ولنتذكر في هذا السياق، أننا قد نحقق نجاحاً ما، أو نتجاوز عقبة ما، بفضل مهارة أو علم، ولكننا في طبيعة مستمرة من العمل والاستمرار، وهذا يعني ديمومة التطوير، استمرارية التعلم وزيادة المعرفة، فالمهارات والاكتشافات والجديد، لا تتوقف، ونحتاج معها، للمزيد من الجهد لمجاراتها، وهذا يتطلب الفهم والوعي، وأيضاً الإصرار على التطور الدائم.


[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"