عادي
أكدت أن العمل أمانة قدمتها دون زيادة أو نقصان

روان حلاوي: «يا ليل ما أطولك» سيرة حياة ريم بنَّا

00:18 صباحا
قراءة 4 دقائق

بيروت: هناء توبي
روان حلاوي ممثلة وكاتبة ومعدة تمثيل، أثبتت حضورها، كممثلة في مسرحيات عدة، منها «لماذا» و«غرفة 202»، إلى جانب حضورها السينمائي في «قلتلك خلص» و«حلم برجوازي صغير»، ولمعت في كتابة النصوص لمسرحيات أدتها منفردة منها «تلجتين بليز» و«أنت عمري» و«يا ليل ما أطولك»، وهو عملها المسرحي الذي أبصر النور أخيراً، وعرضته في بيروت على خشبة مسرح المدينة، وتنوي مواصلة عرضه في دول عربية عدة.

«يا ليل ما أطولك» يتناول سيرة حياة المناضلة الفلسطينية ريم بنا التي رحلت جراء إصابتها بمرض السرطان، لكنها تركت سيرتها الذاتية أمانة بين يدي روان حلاوي التي كشفت خلال اللقاء معها حرصها على إيصال الأمانة إلى بر الأمان...

* ماذا تخبرينا عن مسرحيتك «يا ليل ما أطولك» التي أخرجها سليم الأعور؟

- مشروع ريم بنا الخاص، فقد كان من المفترض أن أكتب المسرحية التي تحكي السيرة الذاتية للمناضلة ريم بنا، لتمسرحها صاحبتها على خشبة المسرح، وتؤدي دورها بنفسها، لكن الموت داهمها، قبل أن يكتمل العمل، لكن بقي صوتها في جعبتي من خلال كل التسجيلات الصوتية ال19 التي كنا أعددناها عن حياتها وطفولتها وزواجها ورحلتها الفنية، ووجدت نفسي أحمل أمانة سيرتها بين يدي، لذا قررت أن أمضي في إعداد النص وأمسرحه وأمثل دورها بالتنسيق مع الرؤية الإخراجية للمخرج سليم الأعور.

* هل يمكن القول إن العمل يجمع بين الوثائقي والقصصي؟

- لا شك أن المسرحية جمعت بين الوثائقي، وهو نوع من أنواع المسرح، والقصصي ضمن مشهدية مسرحية مكتملة العناصر، لقد لعبت دورها، وحرصت على إشراك ريم البنا في العمل من خلال التسجيلات الصوتية وغنائها، وأردت أن أقول إنها باقية وصوتها حاضر، ورغم أننا التقينا من خلال أصدقاء مشتركين، ولم تكن تجمعنا الصداقة قبل بدء التسجيلات، وكأنني كنت عابرة سبيل في حياتها، إلا أنها سلمتني أمانة سيرتها ومشوارها بالفعل، وعرفت كيف أحافظ على الأمانة، فقدمتها دون زيادة أو نقصان، وتعاملت معها بما يليق بها.

* هل تعامل المتلقي بإيجابية معك؟

- تلقيت ردود أفعال إيجابية كثيرة، والناس تفاعلوا مع العمل الصادق، وقد اعتمدت الأزياء الفلسطينية والماكياج والطلة الخاصة بريم البنا، كما أتقنت لهجتها الفلسطينية وتماهيت مع الدور.

* هل سيعرض العمل خارج لبنان؟

- بالتأكيد، افتتحت العمل المدعوم من «آفاق» في مسرح المدينة في بيروت ضمن ثلاثة عروض خارج الموسم المسرحي، وسأجول به في عدة بلدان عربية، ثم أعود لعرضه في بيروت من جديد، يجب أن تصل قصة ريم البنا إلى الجمهور العربي الواسع لأنها وأغنياتها صوت فلسطين والمقاومة، وهي امرأة استثنائية يحتذى بها، وينظر إلى حياتها ومعاناتها وقراراتها وجرأتها بطريقة شمولية لا تطال النساء فحسب، بل تلامس كل الناس.

* هذه تجربتك الثالثة في التمثيل المونودرامي، فهل تختلف عن سواها؟

- اختبرت المونودراما من قبل في «تلجتين بليز» و«أنت عمري»، وحالياً في «يا ليل ما أطولك» التي أعتبرها مختلفة عن غيرها بمقاربتها للواقع، على ما أعتقد هذه هي المرة الأولى في الوطن العربي التي تتم فيها مسرحة سيرة ذاتية معاصرة معروفة وعامة، الناس تعرف بطلة العمل ومدركة لتفاصيل أدائها، ومن هنا تأتي فرادة التجربة المملوءة بالتحديات بالنظر لإمكانية المقارنة بين البطلة الحقيقية والبطلة التي تؤديها.

* هل المحطات التي مررتِ بها في حياتك أسست لما أنتِ عليه اليوم من نجاح؟

- الإنسان مجموعة تجارب، وكل تجربة تعلم، وقد تخصصت في كلية الفنون، وأديت أدواراً مع مجموعة مخرجين، وتشاركت أعمالاً مع عدد من الممثلين، وعملت في المسرح والسينما، وتابعت الماجستير في إعداد الممثل، وشاركت في ورش عمل وتدريب، وحالياً أدرس مسرح في كلية المجتمع في دولة قطر، ولا شك أنني أبحث عن الفائدة والتطور في كل ما أقدمه وآمل أن أحقق المزيد من النجاح.

* بين جملة ما تقومين به، هل يبقى التمثيل شغفك الأول؟

- المسرح شغفي الأول، وكل ما أقوم به مرتبط بشكل أو بآخر بعشقي للتمثيل، خشبة المسرح والعلاقة مع المتلقي بشكل مباشر لهما سحرهما الخاص، لكن أحببت السينما وأؤمن أن من يجيد اللعب على المسرح، لا بد وأن يجيده في السينما والتلفزيون.

* ألا ترين أنه حان الوقت لمشاركتك في مسلسلات تلفزيونية؟

- لا أجد سبباً لتأخر مشاركتي في الأعمال التلفزيونية، ولا أدري إن كان تقصيراً مني أو من شركات الإنتاج وصناع المسلسلات، لكنني أتلمس خيراً في الإنتاج العربي المشترك الذي ساهم في إعطاء الممثلين الانتقائيين حظوظاً أوفر من ذي قبل.

* هل أنتِ متفائلة بجيل شغوف محب للمسرح؟

- رغم كل الصعاب، المسرح لا يموت، حتى لبنانياً المسرح باقٍ ضمن حركة ثقافية، وهذا ما يدعوني للتفاؤل، لدي إيمان بالمسرحيين الذين أسسوا، والذين يتابعون المشوار، والذين لن يتخلوا عن شغفهم بالمسرح من الجيل الجديد، وأتطلع بإيجابية إلى التمثيل، فإن شركات الإنتاج التلفزيوني باتت تمنح الفرص للمتخرجين، وتؤمن بكفاءاتهم، ما يحمس طلاب الفنون لقصد معاهدها.

* هل من تحضيرات جديدة؟

- مشغولة بمسرحية «يا ليل ما أطولك»، وأكتب مسرحية سيكون موعد تنفيذها مباشرة بعد الانتهاء من نصها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3dn8b9rj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"