دبي: حمدي سعد
تتصدر قطاعات التجزئة والتجارة الإلكترونية والصناعة والأدوية والرعاية الصحية في دولة الإمارات قائمة القطاعات الأعلى طلباً على أنظمة وحلول أتمتة المخازن لتسريع سلاسل الإمداد وتوصيل المنتجات إلى الأسواق بسلاسة، فيما تعد هذه القطاعات الأكثر استيعاباً وتبنياً لهذه الحلول.
وأدى وباء «كوفيد-19» إلى تسريع الاعتماد على الأتمتة مقابل العمالة البشرية لتحقيق كفاءة تشغيلية أسرع وأكبر، الأمر الذي أبرز إمكانات التجارة والتجزئة الإلكترونية وضرورة استخدام الحلول التقنية في عمليات التوريد والتخزين.
أسهم التحول الرقمي الكبير في الإمارات في إحداث قفزة نوعية وتحول كبير في أتمتة قطاع التخزين والتوريد واللوجستيات بشكل عام للمساهمة في توفير المنتجات والسلع في أسرع وقت ممكن، كأحد الدروس الكبيرة المستفادة من تعطل سلاسل التوريد بسبب حالة الإغلاق العالمي خلال أزمة «كوفيد-19» وتأثيراتها في حركة التجارة العالمية.
ووفقاً لأبحاث شركة برايس ووترهاوس كوبرز، الهند، من المتوقع أن ترتفع قيمة سوق أتمتة المستودعات في الشرق الأوسط إلى أكثر من مليار دولار خلال 2022.
وأشار استبيان أجرته شركة برايس ووترهاوس كوبرز شمل المديرين الماليين عبر مختلف القطاعات إلى وجود تركيز متزايد على فوائد وميزات الأتمتة ضمن وظائف سلسلة التوريد، لا سيما في قطاع البقالة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية والتجزئة.
تنفيذ الطلبات
قال ديفيد درونفيلد، مدير عام شركة «سويس لوج الشرق الأوسط» المتخصصة في أتمتة المخازن ل«الخليج»: من المتوقع أن يصل حجم سوق أنظمة أتمتة المستودعات في الإمارات خاصة والمنطقة عامة إلى 1.6 مليار دولار عام 2025 بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 17.5%.
وأضاف: وفقاً لدراسة عن توقعات سوق أتمتة المستودعات العالمي حتى عام 2025، ستسهم الأنظمة المؤتمتة لمناولة المواد، بما في ذلك العربات الآلية، وأنظمة الروبوتات المتنقلة وأنظمة انتقاء السلع، بأكثر من ربع إجمالي إيرادات السوق، مدفوعة بزيادة الطلب في قطاع التجارة الإلكترونية في تنفيذ الطلبات بشكل أسرع وبطريقة موثوقة.
وبسبب النمو القوي في الاقتصاد الكلي ومحركات نمو الصناعة، وحاجة التجارة الإلكترونية إلى الوفاء بالطلبات، وارتفاع تكاليف عمالة التخزين، سينمو سوق أتمتة المستودعات بمعدل سنوي مركب يتجاوز الضعف من 2019 إلى 2025. حالياً، تبحث 77% من الشركات بجدية في أنظمة التخزين المؤتمتة وتضع خططاً لتعزيز الأداء القائم على البيانات لمستودعاتها.
وأوضح درونفيلد: تشير «بيزنس واير» (Business Wire) إلى أن أكثر من 80% من المستودعات الموجودة في المنطقة اليوم لم تطبق حلول وأنظمة الأتمتة على الإطلاق. مع ذلك، ومنذ بداية الوباء، تشهد المنطقة تزايداً في اعتماد أتمتة المستودعات وتوقع 52% من مديري المستودعات والعمليات زيادة في استثماراتهم، بينما توقع 43% إنفاق نفس المبلغ تقريباً سنوياً على معدات مناولة المواد والأتمتة.
تحديات كبيرة
وقال درونفيلد: لقد أصبح التسوق عبر الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من الروتين اليومي للمستهلكين، وبرزت الحاجة الملحة إلى صناعة التجارة الإلكترونية بأكملها إلى المقدمة في بداية الوباء وبات هذا تحدياً أمام المشغلين في قطاعات التجارة الإلكترونية والتجزئة والرعاية الصحية، ما جعل الأتمتة عملية في غاية الأهمية.
وتشير إجابات المشاركين في استبيان حديث أجرته مجموعة (ARC) الاستشارية، إلى أن 96% من المشاركين يتوقعون زيادة عرض قيمة أتمتة المستودعات (بالمقارنة مع البديل اليدوي) خلال السنوات الثلاث المقبلة وأن مستقبل التخزين هو الأتمتة، وهناك فرصة كبيرة لزيادة نموه.
وتسمح المراكز الآلية للشركات بنقل عملياتها بالقرب من العملاء لتقليل تكاليف النقل والوقت المستهلك للتسليم، مما يعود بالفائدة على تجار التجزئة والمنتجين، لاسيما منتجي السلع والمواد الاستهلاكية، لاسيما المواد سريعة العطب.
ويؤكد مدير عام شركة «سويس لوج الشرق الأوسط»، أن اندماج الذكاء الاصطناعي والآلات المؤتمتة في أنظمة التخزين والتوريد سيغير من حركة التجارة العالمية، فيما غيرت الثورة الصناعة الرابعة من طريقة تفاعلنا مع الآلات وكيفية تفاعل هذه الآلات مع بعضها بعضاً، مما يؤثر بشكل كبير في المستودعات وعبر تسخير الذكاء اللامركزي المتصل بالشبكات والروبوتات المتقدمة والعمليات المنظمة ذاتياً، سيتخذ مستودع المستقبل خطوة عملاقة للأمام في الإنتاجية والمرونة والكفاءة لتحقيق أعلى أداء لوجستي قوي.
المنصات اللوجستية الرقمية
قال سوها متشوكسي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «شيبسي»، عن قيمة سوق الخدمات اللوجستية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات: «من المتوقع أن يولد الذكاء الاصطناعي أكثر من 30 مليار دولار لاقتصاد الدولة عام 2025 وسيؤثر هذا التطور بشكل كبير في قطاع الخدمات اللوجستية في الدولة بشكل عام». وأضاف: أسهم الطلب المرتفع على تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإمارات في القطاع اللوجستي وسلاسل التوريد في نمو أعمال الشركة ب 3 مرات خلال عامي 2021 و 2022، في مجال أتمتة الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
وأوضح متشوكسي، أن أهم القطاعات التي تتبنى استخدام المنصات اللوجستية الرقمية في الإمارات تتركز في التصدير والاستيراد وتوصيل الطعام عبر الإنترنت وتوصيل البقالة والبريد السريع والطرود، إضافة إلى قطع التجارة الإلكترونية بطبيعة الحال.
تعزيز كفاءة العمليات
بدوره قال نافين ناريان، الرئيس التنفيذي لشركة «أي سي إم إي انترالوغ»: إن منطقة الشرق الأوسط تعتمد حلول أتمتة المستودعات بصورة أبطأ من الأسواق الأخرى، إلا أن زيادة تكاليف اليد العاملة وتراجع الهوامش التشغيلية الناتجة عن أزمة كوفيد-19 قادت الشركات بسرعة إلى استيعاب أهمية تطبيق حلول الأتمتة ضمن خطوط الإنتاج والتوزيع لديها.
وأضاف: «أسهمت أزمة كوفيد-19 بلا شك في تسريع اعتماد حلول الأتمتة الجزئية والكاملة وتعتمد منطقة الشرق الأوسط بصورة كبيرة على القوى العاملة لإنجاز أعمال مناولة المواد وعمليات المستودعات، ما واجهه صعوبات كبيرة في ظل الجائحة؛ حيث أصبح من الصعب للغاية الاستمرار في هذا الوضع بسبب الزيادة الملحوظة من المستهلكين على خدمات التوصيل الدقيقة والسريعة، لذا من الضروري تعزيز كفاءة العمليات للمحافظة على الأفضلية التنافسية عبر الأتمتة».
