عادي

زعيم «قوميي السويد» يشم رائحة لذيذة في معركة الانتخابات التشريعية

13:27 مساء
قراءة 3 دقائق
ستوكهولم - (أ ف ب)
تبدأ السويد، الاثنين، مرحلة انتظار من ثلاثة أيام لمعرفة المعسكر الفائز في الانتخابات التشريعية التي شهدت منافسة محتدمة جداً فيما اليمين واليمين المتطرف في موقع يؤهلهما تولي السلطة معاً.
وعرفت السويد في السنوات الأخيرة أزمات سياسية متكررة، وهي تشهد الآن مرحلة عدم يقين على صعيد تشكيل الحكومة مع غالبية يتوقع أن تكون ضيقة جداً مرة أخرى.
وفي ختام أمسية نتائج شهدت تقلبات كثيرة، أعلنت هيئة الانتخابات في هذا البلد الاسكندينافي أن النتيجة النهائية للاقتراع لن تصدر قبل الأربعاء بسبب التقارب الكبير في النتائج.
وأظهرت نتائج جزئية شملت نحو 95% من مراكز الاقتراع أن الكتلة التي يقودها زعيم حزب المعتدلين المحافظ أولف كريسترسون ستفوز بغالبية مطلقة تراوح بين 175 و176 مقعداً في مقابل 173 إلى 174 مقعداً لكتلة اليسار بزعامة رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها الاشتراكية-الديمقراطية ماغدالينا اندرسون.
وفي حال تأكدت هذه النتائج سيغادر اليسار السلطة بعدما أمضى ثماني سنوات في الحكم.
وشكل حزب «قوميي السويد» القومي المناهض للهجرة بزعامة جيمي أكيسون الفائز الأكبر. فمع نتيجة موقتة بلغت 20,7 % سجل الحزب رقماً قياسياً جديداً وأصبح أكبر أحزاب اليمين وثاني أحزاب البلاد.
وقال زعيم الحزب البالغ 43 عاماً أمام أنصاره في مقر حملته الانتخابية «أشتمّ رائحة لذيذة».
وفي حين أشارت استطلاعات الرأي لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع والنتائج الأولية التمهيدية إلى فوز اليسار بشق الأنفس مساء الأحد، عاد اليمين ليتصدر بعد ذلك مع التقدم في الفرز ويبدو أنه بات في طريقه إلى الفوز.
لكن استناداً إلى الأصوات التي فزرت حتى منتصف الليل، ستحصل الكتلة اليمينية المؤلفة من الحزب اليميني المتطرف والمعتدلين والمسيحيين-الديمقراطيين والليبراليين، ستحصل على 49,8 % في مقابل 48,8 % للكتلة اليسارية (الاشتراكيون-الديمقراطيون وحزب اليسار والخضر وحزب الوسط) أي أن الفارق بينهما 60 ألف صوت فقط فيما عدد الناخبين الإجمالي 7,8 مليون.
ويبقى أيضاً احتساب أصوات السويديين في الخارج وبعض الأصوات التي أدلي بها في وقت سابق إلا أن المحللين السياسيين لا يرجحون أن تنقلب النتيجة.
وقالت رئيسة الوزراء ماغدالينا انردسون «لن نحصل على نتيجة نهائية هذا المساء». وهي لم تقر بالخسارة بعد مع تسجيل حزبها نتيجة جيدة بحصوله على أكثر من 30 % من الأصوات.
منعطف
وقالت رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها والبالغة 55 عاماً «يجب أن تأخذ الديمقراطية السويدية مجراها، يستلزم احتساب كل الأصوات وسننتظر النتيجة». وكانت أندرسون تأمل بفوز اليسار بولاية ثالثة مساء الأحد.
وتشكل هذه الانتخابات منعطفاً كبيراً؛ إذ إن اليمين التقليدي السويدي لم يسبق له أن فكر بإمكان أن يتولى الحكم مدعوماً باليمين المتطرف إن بشكل مباشر أو غير المباشر.
والحزب القومي المناهض للهجرة بات اليوم في موقع قوة بعدما كان منبوذاً على الساحة السياسية.
وقال أكيسون أمام أنصاره المتحمسين «هذا دليل على الشوط الذي قطعناه وعلى الحزب الصغير الذي كان الجميع يسخر منه (..) نحن اليوم ثاني أحزاب السويد».
وجدد التأكيد «طموحنا هو المشاركة في الحكومة» مع أنه من المرجح أكثر أن يكتفي الحزب بدور المساند للغالبية الجديدة في البرلمان.
وقد دخل هذا الحزب البرلمان للمرة الأولى العام 2010 مع 5,7 % من الأصوات إلا أنه استمر بالتقدم وبات يتجاوز 40 % في بعض المناطق ولا سيما في جنوب البلاد.
وقد زادت شعبية اليمين المتطرف في السنوات الأخيرة جراء الهجرة الكثيفة وتصفية الحسابات بين العصابات الإجرامية في الضواحي السويدية. وقد هيمنت هذه المواضيع فضلاً عن الارتفاع الشديد في أسعار المحروقات والكهرباء على الحملة الانتخابية.
وعلى صعيد الملفات الدولية الكبرى، ينبغي على الحكومة السويدية المقبلة خصوصاً إنجاز انضمام البلاد إلى حلف شمال الأطلسي المهدد بفيتو تركي فضلاً عن تولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في الأول من كانون الثاني/ يناير المقبل.
يضاف إلى تعقيدات الوضع أن اليمين المتطرف قد يكون تخلى عن مطالبته بخروج السويد من الاتحاد الأوروبي إلا أنه يبقى معارضاً كبيراً للوحدة الأوروبية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p959tu5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"