عادي
فازت بجائزة البوكر الروسية في 2015

«فيرا».. رواية عن امرأة تبحث عن السعادة

00:07 صباحا
قراءة 3 دقائق

القاهرة - الخليج:

أصدر المركز القومي للترجمة رواية الكاتب الروسي «ألكسندر سنيجريوف» وعنوانها «فيرا» بترجمة د. محمد رياض غلوش، وقد فازت الرواية بجائزة البوكر الروسية عام 2015 وسبقت الترجمة مقدمة مهمة كتبها الدكتور أنور إبراهيم، يكشف فيها مآلات أحوال الأدب بعد الأحداث الدرامية، التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، وكان من ضمن الأسئلة العديدة، التي طرحتها المرحلة: هل لا يزال هناك أدب روسي؟

يوضح د. إبراهيم أن الإقبال على القراءة تراجع في روسيا على نحو كارثي، عندما اقترب القرن ال 20 من نهايته، وفقدت الكتابة جاذبيتها بالنسبة إلى الجيل الشاب، آنذاك بدت آفاق العمل في البنوك والنفط أكثر إغراء، وتراجعت أعداد المجلات، ولم تعد تقدم أسماء جديدة.

في المقابل، ظهرت فكرة «ضرورة ضخ دماء أدبية جديدة» والبحث عن أسماء واعدة، وتقوية المراكز الثقافية التقليدية في روسيا الكبرى، وفي إبريل/ نيسان عام 2001 نظم صندوق البرامج الثقافية مائدة مستديرة لمناقشة الأدب الشاب، وتناول المناقشون مشكلات خلق ظروف جديدة للكتابة والنشر، ومساعدة المواهب، والبحث عن أسماء كتاب جدد، والحصول على مخطوطات كتبهم.

ويصف د. إبراهيم الأمر بأنه «كان حدثاً هائلاً، انفجاراً مدوياً للطاقة: أسماء، وبحوث، وآمال، وتعارف، واكتشافات. كان المطلوب أن يدافع الأدب عن نفسه، بوصفه ظاهرة اجتماعية، وأن يتشبع بروح المعاصرة، وفي اليوم الذي ضُرب فيه برجا التجارة العالمية في نيويورك كان منتدى كتاب روسيا الشباب يبدأ جلساته، لقد استجمع الأدب الجديد قواه، وبدأ بكتابة تاريخ أدبي معاصر جديد».

ضجة أدبية

كانت هناك مسابقة أدبية فاز بها 150 أديباً روسياً، هؤلاء أصبح النقاد يكتبون عنهم، والناشرون يسعون وراء أعمالهم، وتتحدث عنها الصحف، وباتت الملتقيات تعطي آمالاً جديدة، وكانت الجوائز الأدبية تساعد الكتاب الموهوبين على الحياة، ويسترشد بها القراء.

في الماضي، كانت الجوائز الأدبية تحمل مغزى سياسياً، وعلى مدى سنوات من بداية ظهور البوكر الروسية، اكتسبت الجوائز مغزى أدبياً تماماً، أما الآن فقد أصبحت هذه الجوائز – كما يرى د. إبراهيم – تحمل طابعاً تجارياً شديد الوضوح.

ويختلف الجمهور والنقاد على استحقاق شخص ما للجائزة دون غيره، لأن الأمر يرجع إلى الذائقة، وقد ظهر هذا في ردود الأفعال على فوز «فيرا» بالبوكر 2015، وتتأرجح بين آراء تشيد بالرواية، وأخرى تقف على النقيض منها، وأثار هذا الاختيار ضجة كبرى، على الرغم من أن أحداً لم يكن لديه أدنى شك في أن الكاتب ينتظره مستقبل كبير.

ويرى كثيرون أن هذه الرواية عن «الإيمان» (فيرا بالروسية كلمة تعني إيمان) لكن الأمر ليس على هذا النحو «إنها تحديداً عن الحب والإيمان» هذا ما أعلنه «ألكسندر سنيجريوف» مؤلف الرواية، إبان مراسم تسلمه الجائزة، مضيفاً أنها «امرأة تمرّ بتجربة فقدان السعادة والحياة، وإن كانت تدرك معنى السعادة ومعنى الحياة، لقد كنت أقود بطلتي أحياناً عبر هذا الطريق، الذي قطعته أنا نفسي آنذاك».

تضم الرواية بين دفتيها القضايا المركزية في الأدب الروسي، وتجسد على نحو رمزي مصير روسيا من خلال بطلة الرواية، وتاريخ أسرتها بوصفها العامل الأساسي في تشكيل شخصيتها، كما تعكس الواقع المعاصر والأيديولوجيات المتصارعة بداخله.

إيقاع

نجد في الجزء الأول من الرواية سيرة تفصيلية لامرأة، لا تبدو عند نهايتها مختلفة اختلافاً كبيراً، «سنيجريوف» يقص علينا كيف جاءت بطلته إلى الدنيا بصعوبة؟ كيف سافرت إلى أمريكا؟ كيف عادت؟ وأين عملت؟ ومع من عاشت؟ وكيف عاشت؟ تتميز الرواية بالإيقاع البطيء مع وفرة من التفاصيل الوصفية، التي تتعارض وديناميكية تطور الأحداث – على حد تعبير الدكتور إبراهيم – لكنها تستل من الغموض أهم المواقف، وتعرضها من دون الاهتمام بالروابط، ومع ذلك فإن هذا الأسلوب يبدو شديد التأثير، حيث يظل الموضوع واضحاً تماماً، أما هذا الغموض الذي يكتنف الرواية فيتبدد، تاركاً إحساساً بشيء من الانقطاع، وضرورة التكيف مع الأحداث. ولد مؤلف الرواية في 6 ينايرعام 1980 بموسكو، ونال العديد من الجوائز، ومن أعماله «الانتخابات» و«فينوس البترول» أما د. محمد غلوش فتخرج في كلية الألسن عام 1987 ويعمل مدرساً بقسم اللغة الروسية بكلية الألسن جامعة أسوان، وترجم إلى العربية ثلاثية «الرحل»، وكتب «الإسلام والمسلمون»، و«مصر في عيون روسية»وغيرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4yjapyac

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"