عادي

النساء ومعايير الجمال..صور متحولة وخادعة

00:06 صباحا
قراءة 3 دقائق

القاهرة - «الخليج»

تناقش نعومي وولف في كتابها «أسطورة الجمال.. كيف تستخدم صور الجمال ضد النساء؟» من ترجمة إدريس محمود نجي، قضية معايير الجمال، التي يفرضها المجتمع على النساء، وتشير إلى أن الضغوط التي تشعر بها النساء من أجل ضرورة الوصول إلى هذه المعايير المجتمعية غير الواقعية، زادت بشدة نتيجة تأثير الإعلام، وتؤدي الضغوط إلى تصرفات غير سليمة واهتمام مبالغ فيه بالمظاهر من كلا الجنسين.

تشرح الكاتبة آليات عمل خرافة معايير الجمال في مكان العمل، والمجالات الإعلامية والثقافية والدينية، وترتكز فكرة الكتاب الأساسية على أن معايير الجمال الخيالية الجسدية للنساء زادت بالتوازي مع زيادة حصولها على حقوقها في المجالات الاجتماعية، فتشير الكاتبة إلى أن هذه المعايير أخذت مهمة الخرافات السابقة حول الأدوار الجندرية والأمومة وطبيعة النساء، والتي عملت على مر السنين على نزع جميع حقوق النساء وسلطتهن، وكذلك إلى أن هذه الخرافات حول الجمال، تنشر فكرة وجود معيار موضوعي (غير ذاتي) للجمال يجب على النساء أن يجسدنه، وعلى الرجل أن يريده.

نعومي وولف

عندما خرج هذا الكتاب إلى النور، كان الرأي العام يعتبر اضطراب فقدان الشهية والشره المرضي سلوكيات هامشية، ولم يفترض أن يكون السبب هو مسؤولية المجتمع، وهو أنها في حقيقتها أزمات شخصية وكمالية وسوء تربية، وأشكال أخرى من سوء التكيف النفسي الفردي، في الواقع عانت شابات عاديات من خلفيات عادية من هذه الأمراض، على نطاق واسع، وقد كنّ ببساطة نساء وفتيات، يحاولن الحفاظ على شكل جسم ووزن مثالي على نحو غير طبيعي.

تشير الكاتبة إلى أنه عندما تم تحليل أسطورة الجمال في أوائل التسعينيات كانت المثالية صارمة، كان لا يسمح أبداً بظهور النساء كبيرات السنّ في المجلات، وإذا ظهرن يكون ذلك بعد إصلاح وجوههن، ليبدون أصغر سناً، أما الآن فقد تعددت هذه الأسطورة، ويمكن القول إنه قد أصبح هناك العديد من أساطير الجمال، على سبيل المثال ظهرت عارضة أزياء أمريكية من أصل إفريقي تبلغ من العمر 17 عاماً، ولها سمات إفريقية وبشرة داكنة على غلاف «نيويورك تايمز» بوصفها العارضة المميزة حينها.

هل انتصرت أسطورة الجمال التعددية؟ ليس تماماً، إن أسطورة الجمال تتحول، مثل العديد من أيديولوجيات الأنوثة الأخرى، وذلك حسب ما يوافق الظروف الجديدة، وبهدف إماتة كل محاولات النساء لزيادة قوتهن، اعترفت «كيت بيتس» المسؤولة بقسم الموضة في نيويورك تايمز بإبعاد الممثلة المميزة «رينيه زيلويجر» من غلاف مجلة «فوج» بسبب أنها كانت بدينة للغاية، أي بعد أن أصبحت بنفس وزن المرأة العادية، وأصبح نموذج عارضة الأزياء أنحف من النساء الأمازونيات في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.

تتحدث وولف عن المجلات النسائية كذلك، وترى أنها لعبت دورا بالغ الأهمية في الترويج ل «أسطورة الجمال» صحيح أنها أسهمت في تقديم الحركة النسوية إلى جمهور النساء أكثر من الكتب النسوية لكن: «تضمنت الوصفة الطبية عنصراً قلب المزيج، وحوّل الدواء إلى سمٍّ، فالموضوعات الطاغية في المجلات النسائية تتعلق بالحمية والعناية بالبشرة وعمليات التجميل». قبل الثورة الصناعية، كانت القيمة الاجتماعية للمرأة تقاس على أساس ما تؤديه من أعمال في الإطار المنزلي، وتشكلت حياة المرأة آنذاك حول عدد من السمات مثل القدرة على العمل، والقوة البدنية، ودرجة الخصوبة، وليس الجمال البدني، لكن مع حركة التصنيع، تزايدت مستويات الحرية والحقوق التي حصلت عليها المرأة.

في الخمسينيات والستينيات كانت الصورة الشائعة للمرأة في الإعلانات صورة ربة البيت المتفانية في عملها، بجوارها الأدوات المنزلية التي يعلنون عنها، ومجدت هذه الإعلانات من قيمة العمل المنزلي وتصويره دوماً على أنه مهنة كبقية المهن، وذلك بطريقة تجعل ربات البيوت يشعرن بالرضا، ولا يبحثن عن وظيفة خارج البيت.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/8yvd3esh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"