القمة الثقافية.. روح المعمار

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

من اللافت في فعاليات القمة الثقافية الخامسة التي تقام في جزيرة السعديات في أبوظبي في الفترة من 23 وحتى 25 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل حضور العديد من المعماريين في القمة، وهم بالطبع مهندسون خبراء في مجالهم الثقافي الجمالي هذا، ولهم مشاريع ومبادرات حيوية في إطار ثقافة الصناعات الإبداعية. ومن هؤلاء المهندسين المعماريين: إيال وايزمان، جينج ليو، سمية فالي، ديفيد ادجاي، فرانك جيري وغيرهم من مديري متاحف، وموسيقيين، لا بل يشارك في القمة رؤساء دول سابقون، وفنانون، وباحثون متخصصون في قطاع الثقافة العالمي. غير أنني توقفت بشكل خاص عند المشاركة المقبلة للمهندسين المعماريين بشكل خاص، وذلك لأكثر من سبب منها أولاً أن ثقافة المعمار عموماً تبدو ثقافة غائبة عند الكثير من العاملين في فضاءات الأدب والفنون. وحين نتحدث عن المعمار يتوجه هذا الحديث في الغالب إلى التراث والفضاءات المعمارية التراثية، غير أن المهم هنا هو المعمار الإماراتي سواء التراثي منه أو الحديث، وأرى في هذه المناسبة أن القمة الثقافية في دورتها الخامسة في أبوظبي، وبحضور مهندسين معماريين متخصصين يمتلكون في الدرجة الأولى رؤى ثقافية وجمالية وإبداعية، هي عموماً فرصة عملية وميدانية لأن يعاين هؤلاء المعماريون المثقفون طبيعة وجماليات المعمار الحديث في الإمارات، إضافة إلى معاينة ومشاهدة المنشآت المعمارية التراثية والآثارية من قلاع وحصون وبيوت قديمة تحتفظ بعلامات معمارية محلية أصيلة مثل البراجيل، ونقوش، ومنمنمات الأبواب والنوافذ وغيرها من مفردات معمارية محلية.
القمة الثقافية تركز على عروض أفلام وورش عمل وحوارات ولقاءات فردية وجماعية بين المشاركين العرب وغير العرب، وهذا أمر جيد ومطلوب في الفعاليات، ولكن في الوقت نفسه فإن للمعماري أو للمهندس المعماري عيناً ثقافية جمالية مختلفة عن الموسيقي أو المتحفي أو المفكر أو الأديب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الإمارات فضاء معماري حديث متعدد ومتنوّع الهندسيات البنائية والجمالية التي تراوح بين فضاءات معمارية أفقية تشكل تحفاً من البيوت والقصور، إلى جانب فضاءات معمارية عمودية هي قطع هندسية متجاورة، أو متقاربة ضمن روحية معمارية طابعها العام هو الحداثة والمعاصرة الثقافية الجمالية.
لا ننسى أيضاً أن لكل معمار حديث في الإمارات طبيعته التشكيلية، كما أن كل ارتفاع عمراني عمودي هو عمل فني في حدّ ذاته، وبالضرورة، لكل عمل فني معماري أو تشكيلي فني لا بد من إيقاع وموسيقى وروح وشخصية هندسية، وهي معاً عناصر ثقافية يمكن أن تقرأ جيداً في أي تظاهرة إبداعية تقوم على معماريين أو موسيقيين أو أدباء.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/j85bz4a7

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"