طلبتنا وتحديات المدرسة

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

وصول الطلبة متأخرين إلى منازلهم، وثقل الكتب والحقيبة المدرسية، ونسبة ضعف نظر الطلبة، وأمراضهم المرتبطة بأوجاع الظهر أو انحنائه، والطلبة غير الحاصلين على الدرجات المؤهلة للتعليم الجامعي، في اختبار الإمارات القياسي «أمسات»، الذي يحدد مصير الطلبة في دخول التعليم الجامعي، وصعوبة تحصيل عدد كبير منهم الدرجات المخوّلة لدخول المرحلة الجامعية، رغم تفوقهم في الصف الثاني عشر؛ كلها تحديات بحاجة إلى أن توضع على طاولات النقاش، لدراستها وإيجاد الحلول الناجعة لها. 
وارتباط الطلبة بمنصتين إلكترونيتين، البوابة الذكية ومنصة ألف، وحل الواجبات عبرهما، فضلاً عن الواجبات في الكتب المدرسية، أنتج طلبة مرتبطين بالأجهزة، وزاد نسبة الذين قل نظرهم فعلياً، واعتمدوا على النظارات الطبية، وما زالوا في الحلقة الأولى من التعليم. كما أن ثقل الحقيبة المدرسية واضح جداً، ولو حاول أي منّا حمل حقيبة مدرسية لطالب في أي مرحلة من الحلقة الأولى إلى الثانوية، لوجدها فوق مقدرته الشخصية وهو المكتمل عضلياً وجسمانياً. 
دولتنا حققت المركز الأول عربياً في جودة التعليم في عام 2021 بحسب إحدى المنظمات العالمية، ولا نبخس تعليمنا المميز حقه، لكن تلك التحديات مؤشرات لا بدّ أن تدرس وتوضع لها الحلول، لتواكب جودة التعليم، لا أن تؤجل ويغضّ الطرف عنها. كما أن طول ساعات وجود الطلبة في المدارس، يؤثر في تغذيتهم، ومؤكد إن لم تكن هناك رقابة على نوعية أكل الطلبة، فسينمو الطالب ويكبر على «التصبيرة»، وهي الأغذية المشبعة بالسعرات الحرارية والفقيرة بالقيمة الغذائية، مع أنه الأحق بأن يتغذى بشكل جيد بأكل متوازن صحي في أول مراحل عمره، ليستطيع مواجهة الحياة بعدها بجسم قوي نشط مغذّى. 
ثقل الحقيبة وأمراض الظهر وانحناؤه، ونسبة ضعف نظر الطلبة، وضعف تغذيتهم، ونسبة عدم قدرة اجتياز الاختبار المؤهل لدخول الجامعات، نسب وأرقام تتزايد سنوياً، ولا بدّ من الالتفات إليها، ناهيكم بمدى تقبل الطالب للدراسة وطول الساعات المدرسية، وعدم وجود ساعات ترفيهية يومية؛ كلها كما قلنا تحديات حقيقية لا بدّ من دراستها وتمحيصها، ووضعها على طاولة القرار، خاصة بعد مرور أكثر من خمس سنوات على زيادة ساعات التمدرس في نظامنا التعليمي، ودراسة النتائج الناتجة عنها. وبالتأكيد المجتمع بأسره، يرحّب بأي تغيير يطور مهارات أبنائه، ويأخذ في الحسبان كل ما يؤثر في سلامتهم وصحتهم ومستقبلهم، ويعمل على إزالته.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p94vahf

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"