أثر المال بيدك أنت

يوجد عامل مهم في حياة كل واحد منا، له تأثير إما سلبي أو إيجابي في حياته، ولعل معظمنا يرون أن الحالة المادية هي أهم عامل، حيث يتم رهن الفرحة بارتفاع الدخل المادي، وإن حدث نقص أو تدن، فإنهم يصابون بحالة من القلق والتوتر، والحقيقة أن المتضرر هي النفس والروح، بسبب المشاعر السلبية. هذا لا يعني أن المال ليس له أثر في الحياة البشرية، بل له أثر كبير ومدو ومعروف، ولا يمكن تجاهله أو المرور عليه، ومع هذا لا يجب ربط السعادة والحزن به، فقطاع واسع من الناس، الموظفون مثلاً، دخلهم الشهري ثابت ومعروف، وبالتالي التوسع في الاستهلاك والشراء غير منضبط، ويقود في نهاية المطاف لحالة من التعثر، والاستدانة، ثم الوقوع في براثن الديون والالتزامات تجاه الغير.
دانيال مانجينا، المتحدث والكاتب في عدة مجلات ومؤلف عدة كتب تعتبر من الأعلى مبيعاً، في الولايات المتحدة الامريكية، مثل كتاب: Stepping Beyond Intention يقول: «يعد التعامل مع الضغوط المالية، قضية ماكرة مع الأسف، من السهل ارتكاب خطأ الاعتقاد بأن الضغوط المالية لا تؤثر في مختلف تفاصيل حياتنا، ولكن الحقيقة هي أنها مؤثرة، نحن جميعًا نواجه ارتفاعًا في معدلات التضخم وأزمة في تكلفة المعيشة، حتى بالنسبة لأولئك الذين يتقاضون أجورًا أعلى من المتوسط. بحث أجرته شركة Personal Capital جاء فيه، أن 57٪ من الأمريكيين يربطون مواردهم المالية بسعادتهم، وأن الوضع المالي هو السبب رقم 11 للطلاق، لكنه هو السبب الأول في الخلافات الزوجية. إن المواعيد النهائية للدفع التي تلوح في الأفق، والفواتير الوشيكة، ستظل موجودة، في الجزء الخلفي من عقلك، وتزعجك دائماً».
ومع هذا فإننا جميعاً نستطيع إدارة المال، وفق وفرته، بحيث لا يؤثر في نفسيتنا، على سبيل المثال، أحدهم يقضي نهاية الأسبوع برفقة أطفاله، في الأسواق للتبضع، وتناول الطعام والمقاهي، من الطبيعي أنه قبل نهاية الشهر، لن يكون في حسابه المصرفي مال. شخص آخر يقضي نهاية الأسبوع برفقة أطفاله، في رحلة برية أو على ضفاف البحر، في شواء اللحم، واللعب، ويعودون إلى منزلهم، وقد قضوا وقتاً ممتعاً في الركض والهرولة واللعب والضحك، وأيضاً تناولوا طعاماً شهياً، لم يصرف من حسابه مالاً كبيراً، لقد رفه عن نفسه وأطفاله بحكمة. أثر المال متواجد في حياتك، إن رغبت بتواجده، القرار بيدك وحدك.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com