الطيران الإماراتي.. المستقبل

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

في عالم سريع متواصل، مزدحم متأجج، الكل في حركة مشغول بذاته، الكل في زحمته يتدافع من أجل أن يعيش ويستمتع، في ازدحام مع نفسه وكل ما يعتريه، لا يلتفت للخلف ولا يطيق الانتظار وكأن قطار الحياة يسابقه، كل السماء مزدحمة وكل الأفكار مؤثرة حتى جاءت لحظة قيل فيها لمن يحلق، توقف..!
توقفت الحياة، توقف الطيران، شلت الأجواء وباتت خواء لا تجيد استقبال البشر، في لحظة أعلن للكل، لا حركة ولا حتى تخمين لما بعد ذلك..!  في عام الجائحة في عام ٢٠٢٠ ما زلت أتذكر ذلك المشهد المهيب والمزعج في الوقت ذاته لعودة أساطير شركات الطيران في العالم بأعدادها وأحجامها وعملياتها ولأول مرة مجتمعة في المطارات.. كانت جائحة كورونا أكبر درس للبشرية عن قيمة كل شيء، وأكبر القيم الاتصال والتواصل مع بعضنا، السفر من مكان إلى مكان لنحقق أحلامنا، لنرتاح، لندرس ونتعلم لنعمل.
لم تتوقف صورة التحليق لدينا، لدى شركاتنا بل صارت رمزاً جديداً بالإضافة لعلامتها التجارية، رمزاً جديداً للإنسانية، للإغاثة، جابت العالم، تعيد الأسر، ترسل الإمدادات، تغيث المحتاجين، تلبي نداء البشرية، وتسمع لمن عجزت حكوماتهم عن إغاثتهم، كانت شركاتنا تعمل، كانت أول قطاع في العالم يدخل رحلة الخطر والتحدي، لم توقفه خطورة الموقف من التدخل، والمجازفة لربما، إيماناً منه بقدرته، وتفرده، بإحساس المسؤولية النابع من قيادتنا الرشيدة.. أهلته المرحلة ليقاوم الركود، ويعيد التخطيط للمستقبل، لم يتوقف عن التفاؤل وأن الغد سيعود مشرقاً، وثق بكوادره البشرية، بقدراته المهنية وبعد النظر الذي تولد من قيمة الإحساس بأهمية أن نتواصل ونعيد الجسور للبشرية.
قطاع الطيران الإماراتي، كان الأول ربما الذي عادت له الحياة وعانق السماء، عاد بسيطاً وواثقاً من جديد من خلال شركاتنا، مطاراتنا على قائمة التفرد والتنافسية العالمية، صورة لأن الإنسان هو أصل كل شيء، ونحن هنا، تقف كوادرنا ذات الخبرة مع الجيل الجديد الشاب، على أرض صلبة محلية وصورة حقيقية لأن المستقبل لا يخيف بل يجب الاستعداد له. 
واليوم، يعود قطاع الطيران، للترشح من جديد لكرسي مجلس منظمة الطيران الدولي- الأيكاو، فنحن اليوم مؤثرون، نغير كفة الحوار ونعيد رسم ملامح المستقبل برؤى توافقية متناغمة اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً، إنسانياً، في تأكيد أننا نقف مع المجتمع الدولي في كل تحدياته ونستثمر في كل الظروف ومع الكل.
نحن فخورون، فقطاعنا متجدد، متغير، متحد، متأقلم، مبتكر ومتفرد، سنسمع خبر الفوز بعد أيام وسنستمر، أكثر ثباتاً وقدرة على تغيير مستقبل السماء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4dnx4dmb

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"