مذاق القهوة بصحبة جيدة

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

تقول الكاتبة التركية إليف شافاق: «إنّ القهوة مثل الحب، كلما صبرت عليها أكثر؛ ازداد طعمها حلاوة»، ويقترب محمود درويش من هذا المعنى حين يقول «القهوة لا تُشرب على عجلٍ، القهوة أخت الوقت تُحتَسى على مهل، القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمُّل وتغلغل في الّنفسِ وفي الذّكرياتِ»، والقهوة، حسب درويش «كالحُب قليل منه لا يروي وكثير منه لا يشبع».
مثل أشياء كثيرة أوهمنا المهتمون بأمور التغذية، أن للقهوة أضراراً كبيرة على الصحة، فهي، حسب أقوالهم، تتعب القلب، وترفع ضغط الدم، وربما تزيد السكر فيما لو أضيف إليها بعض السكر، أو ترفع الكوليسترول في حال أضيف إليها بعض الحليب.. وعلى هذا قس الكثير من التحذيرات.
تصريح طازج لأولريش لاوفس، مدير العيادة الشاملة لأمراض القلب بمستشفى جامعة لايبزيغ في شرق ألمانيا: يؤكد فيه، بناء على دراسات، أنه لا يوجد دليل على أن للقهوة آثاراً سلبية على القلب، بل توجد أيضاً بيانات ذات حجة قوية، تثبت أن لها فائدة إيجابية واضحة للقلب، ويرى أن بإمكان من يحب القهوة شرب كوبين إلى ثلاثة أكواب يومياً، سواء في شكل إسبريسو أو كابتشينو أو لاتيه ماكياتو، والاستمرار في الاستمتاع بقهوته حتى لو كان يعاني مرضاً في القلب، وهناك أقوال إضافية تفيد بأن القهوة تنظم السكر، وتفعل الفعل نفسه مع ضغط الدم.
العبرة، برأي هذا الرجل، هي في الشعور بالسعادة: «اشرب فنجاناً من القهوة دون ضغوط واشعر بالاسترخاء والرضا، ويفضل أن تكون بصحبة جيدة، فهذا مفيد لصحتك»، والصحبة الجيدة برأي الفيلسوف نيتشه تشمل الأشياء كما تشمل الأشخاص: «كنْ أنت سيد مزاجك، لا تدع أحداً ينتزع منك شغفك لشيء، رافق من تحب حتى لو كان كتاباً أو كوب قهوة»، وشيئاً مشابهاً نقرأه لنرمين نزار: «فنجان قهوة مع صديق هو الفعل الأكمل..فنجان قهوة مع كتاب هو الفعل الأسلم».
وإذا كانت «القهوة الأولى يفسدها الكلام، لأنها عذراء الصباح الصامت»، برأي محمود درويش، فإن نزار قباني يقول مخاطباً من يحبّ: «عندما أشرب القهوة معك أشعر بأن شجرة البن الأولى زُرعت من أجلنا»، مع ملاحظة أن درويش يتحدث عن القهوة الأولى فقط، قهوة أول الصباح.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/54s6j7hf

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"