فوز مستحق

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

4 أكتوبر، فازت الإمارات بعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الأيكاو) للمرة السادسة على التوالي بأعلى عدد أصوات لها في فئتها، واستُقبل الخبر في جميع الصحف المحلية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وكان تبادل التهاني والتبريكات جميلاً، ومنعشاً للقلوب التي تعبت واجتهدت ليس لأيام أو شهور بل لسنوات.
خلف كل إنجاز، هناك قيادة رشيدة، تدعم وتفكر، تساند وتجعل من رؤى أبنائها واقعاً، ليس غريباً أن تكون الإمارات إحدى الدول المنتخبة، فالدولة وقطاعها علامة فارقة في تاريخ الطيران، بكل ما حققته وتحققه كل يوم من إنجازات كبيرة، ليست تجارية فحسب، بل اجتماعية وفكرية ودبلوماسية وثقافية، غيَّرت نمط السفر وجعلت منه مرجعية تنافسية للدول الكبرى التي سبقتنا في هذا المجال.
الإمارات تملك عنصراً بشرياً أثبت كفاءته في قطاع الطيران، بتواجده، بحرصه، بعمله الدؤوب لأعوام، مؤكِّداً تواجد الدولة في صنع أهم القرارات، والمحافظة على الاستثمارات، وأنه صوت لا يستهان به في جميع الاجتماعات واللجان الدولية والإقليمية، على كل المستويات، عنصر ذو خبرة، مثابرة، مهارة سياسية، تفاوضية، فنية، متفانٍ ومدرك أنه يدافع عن مكتسبات الوطن، وأن ما يقوم به هو للمساهمة بمستقبل القطاع. يقف خلف هذا العنصر البشري، قادة وثقوا به، فكان التمكين، والتواجد، وبأن يكون محركاً رئيسياً. الدعم المعنوي هو جزء لا يتجزأ من منظومة التميز، الفكر درب، والمساندة توصلك لأبعد مما تتخيل.
في هذا العام، كانت الإمارات شاهداً على التحولات السياسية في الاجتماعات، مدركة أن المرحلة القادمة ستكون أصعب، ملمّة بحيثيات التفاصيل التي ستعيد دراسة مستقبل قطاع الطيران، ومستعدة لأن تستكمل المسير، المرحلة القادمة في كل الملفات: الأمن، السلامة، الملاحة، البيئة وتغير المناخ، كلها صياغة جديدة متأثرة بما مر به العالم في السنوات الأخيرة من تحولات، وأزمات، وتجارب غيّرت من طريقة ممارسة الأشياء، والتعاطي معها، فكان لا بد من التكيف والاستمرار في خلق منظومة طيران متجددة تستقبل هذه التغييرات وتتجه نحو المستقبل بأسلوب جديد.
الفوز اليوم، جميل ومستحق، فوز يضعنا أمام المجتمع الدولي في تحدٍّ جديد، فالضغوطات كثيرة، والعمل مستمر والتغييرات ستفرض علينا أن نستمر في العمل وحشد الخبرات والتعلم، ومواجهة كل الآفاق التي ستأخذنا لأبعد من سقف طموحاتنا، لن يتوقف القطاع عن التغير، المستقبل يخبرنا أن نبدأ الآن في وضع بنية تحتية جديدة، في رسم خطوط وملامح الطاقة في هذا القطاع، أن نفتح عالماً جديداً من الاستثمارات، في الإنسان والقطاع، أن نتبنى الاختلاف ونفتح دائماً باب الحوار، أن نبي الجسور ونكون سباقين في وضع الخطط والاستراتيجيات، أن نكون أهلاً للدبلوماسية الإماراتية مع العالم ونكون صوتاً وصورة لدولتنا ومنطقتنا، يعرف ما يريد ويعطي باتزان ومعرفة واعية للحيثيات.. مبارك للإمارات فوزها، ومبارك لكل من اجتهد وكان جزءاً من النجاح.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5526hzwx

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"