عادي

«تعامد الشمس» يعكس براعة المصريين في الهندسة والفلك

17:17 مساء
قراءة دقيقتين
القاهرة: «الخليج»
تتعامد الشمس سنوياً على معبد أبو سمبل الكبير جنوبيّ مصر، في ظاهرة فلكية فريدة تتكرر في 22 أكتوبر/ تشرين الأول، وتعكس براعة المصريين القدماء في علوم الهندسة والفلك.
ويتسلل ضوء الشمس في صباح هذا اليوم داخل المعبد كل عام، منذ أكثر من 3000 عام، فتضيء «قدس الأقداس»، ثمّ تصل إلى التماثيل الأربعة المحفورة في عمق صخور المعبد؛ حيث يتسلل شعاع الشمس، ليهبط فوق وجه الملك رمسيس، فيضاً من نور يملأ قسمات وجه الفرعون داخل حجـرته في قدس الأقداس، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة مكوناً حزمة من الضوء، تضيء وجوه التماثيل الأربعة.
وقال د. عبدالمنعم سعيد، مدير منطقة آثار أسوان والنوبة، إن الشمس تتعامد على معابد أخري، بخلاف معبد أبو سمبل الكبير، مشيراً إلى أن عدد المعابد والمقاصير المصرية القديمة، المسجلة أثرياً يقارب 330 معبداً ومقصورة، منها 27 تتوجه الزاوية الأفقية لمحاورها الرئيسية نحو محور الشرق الحقيقي.
وقال سعيد، إن أغلب تلك المعابد والمقاصير، اقترنت بالمجموعات الهرمية لملوك الدولة القديمة، على خلاف معبد «أبو سمبل» المنتسب إلى معابد الدولة الحديثة.
وتتعامد الشمس بشكل دوري على 14 معبداً مصرياً قديماً، من بينها معابد الكرنك وحتشبسوت، وقصر قارون في الفيوم، على نحو يعكس دراية كاملة لقدماء المصريين بعلوم الفلك، وبخاصة حركة الشمس الظاهرية في السماء، وهي في مضمونها تعتمد على أن الشمس في شروقها وغروبها تمر على كل نقطة خلال مسارها مرتين في السنة؛ حيث إن التعامد يكون على مكان بعينه عند شروق الشمس، وينحرف بمقدار ربع درجة تقريباً يومياً، ذهاباً إلى أقصى الشمال الشرقي حتى 23.5 درجة صيفاً، ثم إياباً إلى أقصى الجنوب الشرقي حتى 23.5 درجة شتاءً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/cx6rsn28

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"