عادي
تتفاقم أعراضها في فصل الشتاء

تحولات الطقس إزعاج للجهاز التنفسي

22:04 مساء
قراءة 4 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

تتكاثر الفيروسات المعدية خلال تحولات الطقس الموسمية، كما يؤدي تغير درجات الحرارة إلى انخفاض قدرة الخلايا المناعية على مهاجمة الأمراض التي تستهدف الجسم، وتشير الدراسات إلى أن هناك مجموعة من الأسباب يمكن أن تسهم في تزايد انتشار الأمراض التنفسية خلال فصل الشتاء، كتواجد عدد من الأشخاص في غرف مغلقة النوافذ والأبواب لمنع دخول الهواء البارد سواء في المنزل أو المدرسة أو العمل، ما يسهم بدوره في انتقال العدوى، كما يلعب الهواء الجاف دوراً في بطء إنتاج المادة المخاطية في الأنف والمسالك الهوائية بشكل عام، ما يسهل دخول الفيروسات، وفي السطور القادمة يستعرض الخبراء والاختصاصيون 3 أمراض شائعة تستهدف الجهاز التنفسي وتتفاقم أعراضها في فصل الشتاء.

يوضح د. أبهيناف جوبتا أخصائي الطب الباطني أن فيروساً الإنفلونزا (A،B) يلعبان دوراً رئيسياً في الإصابة بنزلات البرد، بالإضافة إلى بعض الأنواع الأخرى، ولكن نادراً ما تكون العدوى البكتيرية سبباً في المرض، وتشمل الأعراض الشائعة ارتفاع درجة حرارة الجسم، آلام في العضلات، قشعريرة، تعرق، صداع في الرأس، سعال جاف، ضيق في التنفس، التعب والضعف العام، انسداد الأنف ويرافقه سيلان، التهاب الحلق، ألم في العين، قيء، ويعتبر الإسهال أحد الدلالات المنتشرة عند الصغار أكثر من البالغين، ويتم التشخيص من خلال الفحص السريري في عيادة الطبيب المختص، مع إجراء الاختبارات اللازمة للكشف عن نوع الفيروس لتحديد العلاج المناسب بحسب حالة المريض.

ويلفت د.جوبتا إلى أن علاج نزلات البرد الناتج عن العدوى الفيروسية يعتمد في معظم الحالات البسيطة على السيطرة على الأعراض فقط، باستخدام الباراسيتامول، شراب السعال ومزيلات احتقان الأنف، كما ننصح المريض بالراحة وتناول الكثير من السوائل لتعويض ما يفقده الجسم، أما المصابين بالعدوى الشديدة أو المعرضون لخطر أكبر للإصابة بالمضاعفات الخطرة، فيجب عليهم الالتزام بتناول الأدوية المضادة للفيروسات أو المضادات الحيوية، للسيطرة على تطور المرض وسرعة التعافي والشفاء.

الجيوب الأنفية

تتزامن تغيرات الطقس ودخول موسم الشتاء مع الإصابة بالأمراض المعدية والتهابات الأذن، وتتفاقم الأعراض لدى المصابين بالجيوب الأنفية، حيث إنهم يعانون الصداع، سيلان واحتقان الأنف، التنقيط الأنفي الخلفي، والسعال المستمر، بحسب د. أبهاي إنمدار أخصائي طب الأنف والأذن والحنجرة.

ويوضح د. إنمدار أن احتقان الجيوب الأنفية يمكن أن يصيب جميع الأشخاص من كافة المراحل العمرية، ويمكن أن يكون سبباً في الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى الذي يُعتبر أحد المشكلات الشائعة بين الأطفال، ويتم التشخيص عن طريق فحص الأشعة السينية للجيوب الأنفية ومناظير الأنف، ومجهر الأذن وقياس الطبلة لعدوى الأذن.

ويؤكد على أن معالجة الإصابة بالجيوب الأنفية يعتمد بشكل كبير على السيطرة على الأعراض والحد من تفاقمها، حتى يتمكن جسم المريض من مقاومة العدوى، وفي حال وجود سيلان الأنف بشكل مستمر، فإن استخدام مضادات الهيستامين يمكن أن يساعد في تجفيف الممرات الأنفية، ويكون ذلك مفيداً بشكل خاص للذين يعانون من الحساسية التنفسية خلال فصل الشتاء. أما الأشخاص المصابين بضغط الجيوب الأنفية وانسداد الممرات، فيكون المناسب لهم استخدام مزيل الاحتقان، ليعمل على تحسن الحالة ويساعد في تفكيك المخاط وتخفيف ضغط الوجه والألم، ويتم العلاج بالمضادات الحيوية الحالات التي تعاني من عدوى الأذن الوسطى أو من لديهم مؤشرات بالإصابة بالعدوى البكتيرية.

ويلفت إلى أن تجنب الإصابة بنزلات البرد والالتزام بالإجراءات الصحية الاحترازية من العدوى، تعتبر أفضل الطرق للوقاية من التهاب الجيوب الأنفية.

بالإضافة إلى اتباع أسلوب الحياة الصحي، والتغذية السليمة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول الكمية الكافية من الماء، وغسل اليد بشكل متكرر، مع الحفاظ على انخفاض الرطوبة في المنزل والاهتمام بالتهوية الجيدة.

التهاب الحلق

تقول د. روميلي كانجايدا طبيبة الصحة العامة، إن الحلق يقع خلف الأنف والفم، ويحتوي على أعضاء صغيرة مختلفة تخدم وظائف الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، ويتخذ شكل حلقة تشبه الأنبوب العضلي ليكون بمثابة ممر يتم من خلاله نقل الطعام إلى المريء وينقل الهواء إلى الرئتين.

وتشير إلى أن التهاب الحلق يحدث على الأغلب نتيجة العدوى الفيروسية أو البكتيرية، وربما يكون مصاحباً لبعض المشكلات المرضية الشائعة في فصل الشتاء مثل: نزلات البرد والأنفلونزا والحصبة وجدري الماء والخناق أو فيروس كورونا «كوفيد 19»، أو التهاب الحلق العقدي، الحساسية، المهيجات، جفاف الفم، مرض الجزر المعدي المريئي والأورام.

وتوضح كانجايدا أن التهاب الحلق يرافقه الشعور بالألم أو الاحتقان في الحلق، وصوت أجش أو مكتوم، تورم، احمرار أو وجود بقع بيضاء وصديد على اللوزتين، صعوبة في البلع، وربما يكون مصحوباً في حالات العدوى الفيروسية أو البكتيرية بالحمى والسعال وسيلان الأنف والعطس وآلام الجسم والصداع والقيء أو الغثيان.

ويتم تشخيص التهاب الحلق خلال الفحص السريري للمريض، وفي بعض الحالات يتم إجراء مسحة لتحديد نوع العدوى، فيروسية أو بكتيرية لتحديد العلاج المناسب.

وتوصف المضادات الحيوية للمصابين بالتهاب الحلق الجرثومي بالمضادات الحيوية لمدة 10 أيام كاملة، أما العدوى الفيروسية فتكون المعالجة من خلال الأدوية مثل الباراسيتامول، والبخاخ للصغار والغرغرة بالماء المالح للأطفال الأكبر سناً لتقليل الشعور بالألم.

إجراءات وقائية

يشير خبراء الصحة إلى أن الحماية من المشكلات التي يتعرض لها الجهاز التنفسي خلال فصل الشتاء تعتمد على الالتزام ببعض الإجراءات الوقائية، مثل: ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة بالأشخاص، عدم لمس العين أو الفم أو الأنف وغسيل اليد المستمر للتخلص من الجراثيم والفيروسات العالقة، والابتعاد عن الذين يعانون من السعال أو العطس، والحافظ على صحة الجسم باتباع عادات نمط الحياة الصحية، والحد من الدهون غير الصحية والوجبات السريعة، والإقلاع عن التدخين وتقليل التوتر، والحصول على قسط كافٍ من النوم بمعدل 7إلى 8 ساعات في اليوم،

وينصح الأطباء بزيادة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين «سي» مثل: الخضراوات الورقية، البروكلي، الفلفل الرومي الأصفر، النعناع الأخضر، السبانخ، الفجل، الليمون، الكرنب، الأفوكادو، البرتقال، اليوسفي، الكيوي، الفراولة، المانجو، الجريب فروت، الجوافة، الشمام، القرع العسلي، حيث يعتبر هذا الفيتامين المكافح الأقوى ضد نزلات البرد والزكام والفيروسات ومشكلات الجهاز التنفسي، فضلاً عن دوره الفعال في تقوية الجهاز المناعي للجسم وعلاج الكحة ورشح الأنف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yz6h2m8h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"