تمر الأيام وتتقلب أحوال العالم، وتتبدل أولويات، وتتغير معايير، وتضع الابتكارات، الشباب والأجيال الجديدة في قبضة الإلكترونيات، وتبقى الكلمة هي عنوان الشارقة، ورسالتها الأولى التي تحرص على حملها إلى العالم، وتحافظ عليها وتحرسها من أي تشوه أو انهيار؛ والكلمة محفوظة في كتاب، والكتاب متوج في عرس ثقافي، يُفرح القلب والنظر، ويثري العقل والروح، والعرس عنوان محفوظ ومشهد ثقافي رائع اسمه «المعرض»، والمعرض صار وجهاً من أوجه الشارقة المشرقة، ورسالتها الدائمة إلى أهل الإمارات وسكانها ومنها إلى العالم، والرسالة ال41 مكتوبة بكل الحب؛ حيث تدعو الجميع إلى المحافظة على القراءة، وتجعل الكتاب كنزاً لا تستغني عنه الأجيال؛ بل تتوارثه من أب إلى ابن فحفيد ثم كل الأحفاد الآتية.. وعنوان الرسالة ال 41 «كلمة للعالم».
معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، فتح أبوابه، ليكتب مجدداً رسالة تحد في هذا الزمن الجامح باتجاهات متضاربة، تاركاً الثقافة والكلمة والكتاب في ذيل الاهتمامات، رسالة تحمل «كلمة للعالم»، والكلمة هذه تعني الكثير، خصوصاً أنها آتية من الشارقة، منارة الثقافة والكتاب والكلمة، ومعرضها الذي تمكن بفضل وعي المسؤولين عنه أن يتصدر معارض الكتب العالمية كافةً، بإعلانه «المعرض الأكبر في العالم» على مستوى بيع وشراء حقوق النشر لعام 2021.
12 يوماً يستضيف خلالها معرض الشارقة الدولي للكتاب 2213 ناشراً من 95 دولة منها 1298 دار نشر عربية، و915 أجنبية، وينظم المعرض 123عرضاً فنياً، 150 من كبار الكُتَّاب والمفكرين والمبدعين والفنانين العرب والأجانب من 15 دولة، جلسات حوارية، قراءات وورش عمل، ولقاءات تنير العقول، وتحكي عن خبرات وتجارب مبدعين يستفيد منها زوار المعرض، لا سيما الطلاب منهم، ونحن ندرك جيداً كم يسعد طلاب المدارس كل دورة بزيارة المعرض، والخروج منه، محملين بالأفكار والرغبة الشديدة في القراءة، وبكتب يختارونها من هذا البستان الغني بكل أشكال وألوان الثمر الثقافي والفكري.
الكلمة ستبقى مؤثرة، ولن يتراجع تأثيرها ومفعولها، وستكون حاضرة في مشاريع المستقبل؛ لذا لن يجدي نفعاً تجاهلها اليوم، والتعامل مع الكتاب والثقافة وكأنهما من «مكملات الحياة» لا لزوم لهما إلا عند الحاجة، فالكلمة كتابة وقراءة ودراسة وعلماً وتخاطباً وتواصلاً، ستبقى مؤثرة، ولها مكانتها في صناعة المستقبل.
الشارقة أثبتت أنها رائدة في نشر الوعي بقيمة الكتاب والكلمة، ورائدة في النهضة الثقافية وملتقى لأهل الفكر، وستبقى كذلك.
[email protected]
