شراكة استراتيجية.. خارطة طريق لقمة المناخ

00:46 صباحا
قراءة 3 دقائق

مهرة سعيد المهيري

يلتقي قادة العالم في قمة شرم الشيخ للمناخ (كوب 27) لمناقشة سبل الخروج من أزمة التغيرات المناخية. وثمة إجماع من العلماء والناشطين على أن واحداً من أهم الحلول لمعالجة الظاهرة التي تهدد البشرية هو اللجوء إلى مصادر الطاقة النظيفة. وإذا كان العالم يذهب بقادته وناشطيه إلى القمة ليحاول العثور على الوسائل والمال لتنفيذها، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تذهب إلى شرم الشيخ وقد خطت خطوة عملاقة على هذا الطريق. إنها خطوة الشراكة بين الإمارات والولايات المتحدة نحو عالم بمصادر طاقة نظيفة.

استبق القمة توقيع الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط في كل من دولة الإمارات والولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم بحلول عام 2035. ليس من المبالغة القول إن هذه الشراكة هي خارطة طريق لدول العالم الأخرى. الإمارات والولايات المتحدة دولتان نفطيتان تحتلان مكانة متقدمة في حجم الإنتاج النفطي. لكنهما تعملان بمسؤولية وحرص على أن توجه الاستثمارات المالية والبشرية في البلدين نحو الطاقة النظيفة.

تولي دولة الإمارات الاهتمام الكبير في هذا المجال وتحرص قيادتنا على تنفيذ كل السبل التي تؤدي إلى الارتقاء في هذا القطاع، وذلك ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أثناء مقابلته الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقد أكدا المصلحة المشتركة في تحقيق الاستقرار في سوق الطاقة العالمي وزيادة استثماراتهما في الطاقة المتجددة وتعميق تعاونهما الوثيق في هذا الشأن. هذا التقارب بين الدولتين كما فيه من ملامح سياسية في مسعى استقرار سوق الطاقة، فإنه ينظر إلى المستقبل ويدرك تحدياته.

الإمارات دولة مسؤولة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على البيئة وحمايتها. مشروع البحوث في مدينة مصدر سبق دولاً متقدمة في مجالات التكنولوجيا. تبدو «مصدر» وما راكمته من خبرة في هذا المجال نقطة مضيئة في وسط عالم قلق من تداعيات التغيرات المناخية. وبعد ما مر على العالم هذا العام تحديداً من جفاف وحر وفيضانات، لم تعد قضية التغير المناخي سؤالاً ينتظر الجواب. التحرك الإماراتي الاستباقي تؤكده الاستثمارات الكبيرة التي تنفذها الدولة منذ سنوات لزيادة قدرتها الإنتاجية من الطاقة المتجددة والطاقة التقليدية منخفضة الكربون من أجل تلبية الطلب العالمي وتعزيز أمن الطاقة وحماية البيئة معاً.

كان الاجتهاد الإماراتي في مشاريع الطاقة النظيفة يبدو ترفاً من دولة نفطية. اليوم هو ضرورة يحاول العالم محاكاتها.

ولعل من أهم القضايا التي أشار إليها رئيس الدولة في كلمته في قمة شرم الشيخ هي طبيعة التحديات المناخية التي صارت تؤثر في الأمن.

تجتهد الإمارات وتسعى إلى توسيع طاقتها حيث جددت 200 ضعف على مدى السنوات العشر الماضية من خلال جهودها التي شملت بناء ثلاث محطات للطاقة الشمسية تعدّ من بين الأكبر والأقل كلفة في العالم وذلك بهدف تعزيز أمن الطاقة ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة ودعم العمل المناخي. وتعمل على تطوير مشروعات للطاقة النظيفة وحلول للتمويل ونشر التكنولوجيا المتقدمة وتعزيز سلاسل الإمداد. وفي نفس الوقت تعمل على إدارة انبعاثات الكربون والميثان. ورغم أنها دولة نفطية ومن أهم الدول التي تطور مشاريع الغاز، إلا أنها دخلت مجال إنتاج الطاقة بالمفاعلات النووية وترعى بحوث تقنيات الطاقة النووية المتقدمة مثل المفاعلات النمطية الصغيرة. ومقابل تطوير الطاقة البديلة هناك الحرص على خفض الانبعاثات في قطاعي الصناعة والنقل.

رئيس الدولة حفظه الله، أكد في لقائه مع الرئيس الأمريكي بايدن على أهداف الشراكة - التي تستمد أسسها من العلاقة الوثيقة بين الإمارات والولايات المتحدة على مدى خمسة عقود - لتشمل توسيع الاستثمار في المبادرات العملية والتقنيات الواعدة من خلال التركيز على أربع ركائز أساسية تشمل: (1) الابتكار في مجال الطاقة النظيفة والتمويل ونشر الحلول والتقنيات وتعزيز سلاسل الإمداد؛ (2) إدارة انبعاثات الكربون والميثان؛ (3) تقنيات الطاقة النووية المتقدمة مثل المفاعلات النمطية الصغيرة؛ (4) خفض انبعاثات القطاعات الصناعية وقطاع النقل.

هنا نذكر أن دولة الإمارات بذلت جهوداً رائدة لمواكبة الانتقال في قطاع الطاقة، واستثمرت ما يزيد على 50 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية في تقنيات وحلول الطاقة النظيفة في مختلف أنحاء العالم.

.. ها هي تجربة أخرى رائدة تقدمها الإمارات للعالم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wc6bahm

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"