على نهج زايد

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين

مهرة سعيد المهيري

العطاء الكبير لا يُقابله شكر واكتفاء في معظم الأحيان، بل ما يعقبه هو الضد، فسقف المتوقع يعلو والمطالبة تزيد ولائحة المرجو والمراد تصبح أكثر تنوعاً وأكبر مقداراً.   

   منذ أن أشرقت شمس زايد الخير، طيب الله ثراه، على هذه الأرض، والحال لم يعد كسالف الحال، فالقبائل الممزقة والعشائر المتنافرة أصبحت في غضون سنوات قليلة منضوية تحت حُلمٍ واحد وهدف واحد ورايةٍ واحدة، تلاشت بقيادته الفذة عداوات السنين المنصرمة وفُرقة الزمن الآفل ، وحلّ محلها كيان جديد ينبض بروحٍ مختلفة تطمح لخلق فارق كبير على ساحة الأحداث بعد أن كانت مجرد مرور عابر على هامش الدنيا.

  وما هي إلا سنوات قليلة وإمارات زايد توطد أركانها في الداخل وتفيء ظِلالها على من حولها في مسيرة إنجازٍ لم تشهد المنطقة العربية لها من شبيه ولن تشهد في مقبل الأيام.

   لم يُعمّر زايد الخير، رحمه الله تعالى، الأرض فقط بل عمّر الإنسان قبلها، ولم يغمر جُرد الصحارى المجدبة بالعُمران والخَضار إلا بعد أن غيّر فكر أبناء هذه الأرض ليكونوا قادرين على رفد بلادهم وشدّ أزرها في رحلة النجاح التي لا تتأتى إلا لمن يُعلي شأن العِلم والعمل معاً، فكان يزرع بيده ويسقي بيده، رحمه الله تعالى، غير مكترث  بالثقافة السائدة آنذاك بأن هذه الأعمال لا تليق بمقام الكبار ولا تصلح أن يقوم بها عِلية القوم.

  ولكن زايد كان مختلفاً في كل شيء، كان يرسم طريق المستقبل للجميع ويبذرفي  ليله ونهاره بِذرة العمل المضني من أجل ضمان تحقيق الأحلام، وما زالت كلماته، رحمه الله، سائرة تسير بها الركبان والتي تدور دوماً في فلك الاهتمام بأبناء شعبه وتوصيتهم بأهمية البذل والتعب لحفظ كيان الاتحاد والإبقاء على مكتسباته.

   رحل زايد وسار الشيخ خليفة على نهجه، ورحل الشيخ خليفة وتولى الشيخ محمد قيادة المسيرة، وها هًو الشيخ خالد ولي عهد أبوظبي الأمين يؤكد أن المسيرة مستمرة على نهج زايد.

وهكذا أتت توجيهاته الكريمة لتبلور هذا الهدف بصورةٍ مثلى ولتوجه الحكومة جهودها الحثيثة لضمان كرامة العيش لكافة من يقطن أراضيها ولتعمل مؤسساتها بوتيرة عمل متصاعدة لتطوير مرافق الدولة وخدماتها لشعبها لتكون في مصاف الدول الأولى.

  ولئن كان الكل منشغلاً من دول الجوار ودول المسافات البعيدة ، إلا أننا متيقنون أن انشغال قيادتنا مختلف، فهو انشغال لنا وبما يحقق مصالحنا.

  نحنُ ندين بالولاء لقيادتنا حُباً لا خوفاً، وتعلقاً لا تملقاً، ووفاءً لا استحياءً، ومن قلوبٍ نقيّة لا من باب تقيّة، فحيثما يممّنا شطر وجوهنا وجدنا أياديهم البيضاء تنثر الخير في كل المجالات من دون حدّ ومن دون انتظار لمقابل إلا بالمحافظة على مكتسبات هذا الوطن والأخذ على يد أي صوتٍ نشاز يحاول أن يعكّر صفو السماء الصافية.

 المسيرة واحدة والمحطات متعددة. أجيال تسلم رايتها إلى أجيال، ولكن النهج واحد والهدف هو رفعة البلاد ورخاء أبنائها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3v5rcujc

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"