الفحص المبكّر ضرورة

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

الكثير من الدراسات العلمية، أثبتت أهمية الفحوص الطبية المبكرة، والحالات التي تستقبلها المستشفيات يومياً، تعكس تلك الحقيقة، وعلى الرغم من ذلك نجد عزوفاً من البعض. 
حالات كثيرة تستقبلها المستشفيات يومياً لمرضى في المرحلة المتقدمة من السرطان، أو لمصابين بأمراض أخرى، ومشكلات صحية في الكبد والكلى وغيرهما، نتيجة عدم إجرائهم الفحوص المبكرة، وعدم الاهتمام في حال الألم والمعاناة الخفيفة في الجسم، وتجاهل الألم، حتى ينتشر المرض ويستفحل. 
الدراسات أثبتت أن اكتشاف السرطان في بدايته، يزيد فرصة علاج المريض بنسبة تتجاوز 90%، ولا يجعله أسير المستشفيات؛ بل ينتهي علاجه في مرحلة ما، أما اكتشاف المرض في المراحل المتأخرة، فيقلل نسبة الشفاء، ومن ثم يلازم المستشفيات باستمرار. 
تعزيز الوعي بضرورة الفحص المبكر من الضروريات، ونقترح إيجاد آلية وقانون بإلزامية الفحص المبكر على المواطنين، بربطه بتجديد الهوية الإماراتية، لتعزيز مفهوم الوقاية، خاصة أن تخصيص ميزانيات للوقاية، سيقلل الميزانيات التي تصرف على العلاج في الحالات المتأخرة، وهذا ما أثبتته التجارب. 
علاج مريض السرطان في المرحلة الأولى، أقل كُلفة من علاجه في المراحل المتأخرة، وهذا يعكس أهمية الفحوص المبكرة. والأمر ينطبق على الأمراض الأخرى، فالكثير من الأشخاص يكونون مصابين بالسكري والضغط والكوليسترول، التي تعدّ من الأمراض الصامتة، ولا يدركون ذلك، ويصابون بالجلطات، ويفقدون قدرتهم على ممارسة حياتهم الطبيعية، وتزيد الكُلفة العلاجية. 
الجهات الصحية أطلقت الكثير من المبادرات، لتعزيز الوعي بالمجتمع بأهمية الفحص المبكر، منها برنامج «اطمئنان» التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، الذي يركز على إجراء عدد من الفحوص المهمة، والاطلاع على التاريخ العائلي للشخص، ومن ثم الكشف المبكر عن المرض. 
بشكل عام، توجه الدولة في قطاع الصحة أصبح يركز على استراتيجية الفحص المبكر للأمراض، عبر برامج المسح الصحي، ليتسنّى الكشف المبكر عن المرض في مراحله الأولى، والمسؤولية اليوم تقع على أفراد المجتمع، بالحرص على الاستفادة من تلك البرامج المقدمة، والفحص المبكر، من أجل سلامتهم، وسلامة المجتمع. 
الكثير من القصص الحزينة نستطيع تداركها، عبر اكتشاف المرض في بدايته، وإجراء الفحوص الدورية للتأكد من سلامتنا، حتى لا نصبح في قائمة المرضى، ولا تحزن أسرنا بسبب مرضنا، خاصة إن كان بإمكاننا اكتشاف المرض في بدايته، والحصول على العلاج، والتعافي، والعودة إلى حياتنا الطبيعية. 
لنكن مسؤولين عن أنفسنا بإجراء الفحوص المبكرة، ولنكن جزءاً من نجاح المنظومة الصحية، بتعزيز الوعي بالمجتمع بأهمية الفحوص المبكرة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/37b7xhc3

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"