عُمان التي نحب

00:27 صباحا
قراءة 3 دقائق

مهرة سعيد المهيري

نبارك لسلطنة عُمان بعيدها الوطني ال52، ونسأل الله رب العالمين أن يكرم عُمان بدوام الأمن والأمان والاستقرار وأن يجعلها خير بلاد العالمين.

هنا لا أريد التطرق إلى حجم الاتفاقيات بين الإمارات وعمان، ولا أريد التطرق إلى حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين. ما أسعى إلى أن أتطرق إليه هو عُمان التي نحب. فمنذ طفولتي وأنا أجد حب والدي الكبير للسلطنة، وهذا ما زرعه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في رجاله وشعبه. ولا يغيب عن مخيلتي وأنا ذاهبة إلى المدرسة، عدد من سيارات الشرطة التي كانت تقف في دوارات مدينتي مدينة العين الجميلة، وعند سؤالي عن أسباب هذا العدد تكون الإجابة أن السلطان قابوس سيزور الإمارات اليوم.

هذه مشاهد عشناها كثيراً. فمنذ طفولتنا والإمارات وعمان شعب واحد. فنحن شعب نعيش تاريخاً وثقافات وعادات واحدة. أما الشعب العماني الأصيل فهو يزهو اليوم بحصاد ما تحقق على أرضه الطيبة، مجسداً ما لديه من موروث تاريخي وحضاري مشرف يزداد إشراقاً عاماً بعد عام، ليوثق حقيقة هذا الشعب الأصيل الذي يمتلك عزيمة صادقة وإرادة صلبة وهمة عالية تعبر بكل شفافية عن طبيعة العلاقة الوثيقة والخاصة التي تربطه بوطنه، والتي من أهم معطياتها أنها تحمل كل الولاء والمودة والإخلاص كأحد أبرز مرتكزات الاستقرار والتنمية للمجتمع.

استطاعت سلطنة عُمان أن تبني جسوراً من الثقة والمصداقية المرتكزة على الصراحة والوضوح في التعامل مع مختلف المواقف والتطورات الإقليمية والدولية، من خلال الالتزام بمبادئ واضحة محددة في علاقاتها مع الجميع خليجياً وعربياً ودولياً؛ حيث عرفت دائماً بانتهاجها سياسة واضحة المعالم تقوم على أساس التعاون مع الجميع وفق مبادئ ثابتة تتمثل في الاحترام المتبادل وتشجيع لغة الحوار ونبذ العنف في معالجة الأمور، وصولاً إلى مجتمعات يسودها التآخي والاستقرار، مما يكفل للشعوب الأمن والأمان لمواصلة مسيرتها التنموية، وإنجاز أهدافها في التقدم والرخاء، وهي تدعو في سياستها هذه دوماً إلى التفاهم بين الحضارات.

ولو تطرقنا لسرد أصالة الشعب العماني الأصيل فلن نوفيه حقه، فنحن شعب أبناء الإمارات تربطنا بهذا الشعب الدم والمصير المشترك، وهذا ما تدركه قيادة البلدين، ووعي قيادتي البلدين لخصوصية وتفرد العلاقات بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة يحقق ما ينشده الشعبان العماني والإماراتي من منجزات.

هذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وما تجلّى عبر تصريحات سموه التي أشار خلالها إلى أن عُمان تحظى بمكانة خاصة في قلوب الإماراتيين قيادة وشعباً، معبراً عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمعه مع صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، منوهاً سموه بنهج التواصل الأخوي الأصيل الذي تحرص عليه قيادة سلطنة عمان ودولة الإمارات، مؤكداً أن العلاقات التاريخية الراسخة لها طابعها الخاص، فهي تمتد في نسيج اجتماعي وثقافي واحد، وتستند إلى أواصر الأخوّة العميقة والجيرة الطيبة والتداخل العائلي والأُسري، بجانب قاعدة كبيرة ومتنوعة ثرية بالمصالح المشتركة، دورنا نحن الشعب الإماراتي والعماني أن نتعاضد ونكون كالبنيان المرصوص كشعب واحد ومصير واحد.

إنه تقارب كبير نلمسه يومياً على المستوى الشخصي، من خلال سيل بشري لا ينقطع من عمانيين يزورون الإمارات ويشاركون في الأنشطة الاقتصادية فيها، ومن إماراتيين صارت عمان بلداً ثانياً لهم في أعمالهم وتجارتهم وسياحتهم. ومع زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الأخيرة ولقائه مع أخيه السلطان هيثم بن طارق، وما تم الإعلان عنه من اتفاقات جديدة ومد لسكك الحديد، نرى فجراً مشرقاً زاهراً للعلاقات بين الشعبين والبلدين.

[email protected]

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ky9zd49

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"