عادي

الجندي المجهول جريزمان يقوم بدور استثنائي مع فرنسا في المونديال

14:56 مساء
قراءة 3 دقائق
الدوحة: (أ ف ب)
يقوم المهاجم أنطوان غريزمان في مونديال قطر 2022، بدور «غير اعتيادي» مع «إحساس بالتضحية»، لخدمة توازن المنتخب الفرنسي بطل العالم، حيث لعب دوراً محورياً مستمراً منذ سنوات، على الرغم من اضطرابات عاشها في مواسمه الأخيرة على مستوى الأندية.
ومع أن غريزمان لم يحرز أي هدف أو تمريرة حاسمة، الثلاثاء، ضد أستراليا (4-1)، إلا أنه تألق بين لاعبي الوسط المدافعين والثلاثي الهجومي في دور غير مسبوق له.
وللدلالة على الدور الذي يقوم به، نوّه به زميله قائد المنتخب الفرنسي الحارس هوغو لوريس: «لقد وجدت أنه استمتع باللعب، ولعب للفريق في وضع غير معتاد إلى حد ما، لكنه يحب أن يلمس الكرة، وقبل كل شيء يبذل الجهد مع الكرة أو بدونها».
وهذا كان رأي زميله الآخر ماتيو غندوزي: «إنه يقوم أيضاً بتدخلات جيدة جداً، وقد يتمكن من لعب رقم 6 لاحقاً! إنه لاعب رائع، بغض النظر عن المركز الذي سيلعب فيه، فهو سيساعد الفريق».
وفي كثير من الأحيان لا ينظر مهاجم برشلونة السابق إلى الأثمان التي يدفعها. إنه اللاعب الفرنسي الذي ركض أكثر من غيره، باستثناء أدريان رابيو، وكان من أكثر العائدين إلى الخلف بـ«جرينتا» خيالية وتدخلاته المعتادة، ولعل الدليل الأبرز على مجهوده، هو صبغ سرواله الأبيض باللون الأخضر كدليل على طاقته الكبيرة.
وأثنى المهاجم أوليفييه جيرو، صاحب الهدفين أمام الأستراليين على أداء زميله «أنطوان لاعب وسط في الصميم، مع شعور بالتضحية وحجم كبير من الملعب. أعتقد أنه يمكن أن يتولى هذا المركز بشكل كامل».
ولعب غريزمان صاحب القميص رقم سبعة، من دون التضحية بمهمته الأساسية كنقطة انطلاق نحو جيرو وعثمان ديمبيليه وكيليان مبابي.
ومع مبابي على وجه الخصوص، وجد اللاعب البالغ 31 عاماً، مساحات شاسعة بشكل متكرر، وهو ما كان بعيداً من التحقق في الأشهر الأخيرة.
وفي مركزه المعتاد كمهاجم، شهد غريزمان انخفاضاً في تأثيره مؤخراً، لا سيما أن أسلوبه في اللعب ونشاطه كانا في بعض الأحيان مشابهين للمجهود الذي يقدّمه أيضاً كريم بنزيمة، المهاجم الأساسي المفترض في كأس العالم، قبل انسحابه بسبب الإصابة.
وقال المدرب ديدييه ديشان بعد الفوز المونديالي الأول: «إنه لاعب يمكن أن يجد نفسه في الوسط، إنه يحب ذلك، إنها ليست تضحية بالنسبة له»، مضيفاً: «حجم أنطوان يعطي التوازن للاعبين الثلاثة المهاجمين».
ويحب المدرّب عادة هذا النوع من اللاعبين ذوي الطاقة الإيجابية.
الإحصائيات مذهلة: خاض غريزمان مباراته الـ68 على التوالي مع منتخب فرنسا الثلاثاء، دون أن يغيب عن أي منها منذ صيف 2017، وهو رقم قياسي لمنتخب فرنسا يسعى إلى تعزيزه، السبت ضد الدنمارك.
وتحديداً أمام الدنمارك في سبتمبر الماضي في كوبنهاغن (هزيمة 2-0)، أعطى ديشان شارة القيادة لأول مرة إلى غريزمان، في غياب لوريس والقائد الرديف رافايل فاران.
وقال غريزمان: «لستُ قائداً يتحدّث كثيراً في غرفة تبديل الملابس، فأنا أميل أكثر لأكون قائداً على أرض الملعب. لن أخلط بين الأمرين، سألتزم بفعل ما هو أفضل».
ويعرف ديشان قيمة غريزمان وهذا هو السبب في أنه لم يتخل عنه أبداً، حتى في ذروة عذاباته مع ناديه. واتخذ لاعب ريال سوسييداد السابق منعطفاً صعباً عندما انضم إلى نادي برشلونة في صيف 2019، بعد عام من فوزه بكأس العالم، وبعد إعلانه عن بقائه في أتلتيكو خلال فيلم وثائقي بعنوان «القرار».
لكنه انتقال بصفقة ضخمة (120 مليون يورو) إلى النادي الكتالوني، قبل أن يعود على سبيل الإعارة إلى أتلتيكو عام 2021، إلا أن جزءاً من الجمهور عبّـر عن امتعاضه منه.
في بداية الموسم اقتصر وقت لعبه على نصف ساعة في المباراة الواحدة بسبب الخلاف بين الناديين. وتمت تسوية كل شيء في أكتوبر مع انتقال دائم إلى مدريد بعد توقيعه حتى عام 2026، ليقدّم غريزمان عروضاً رائعة تمكّن من خلالها من مصالحة الجماهير بشكل كامل.
وقال لبرنامج تيلي فوت: «لديّ ساقان، ورأسي، لذا كل شيء على ما يرام». ومع الديوك يفتقد غريزمان فقط هزّ الشباك، وهو ما لم ينجح في القيام به منذ 13 من نوفمبر 2021 ضد كازاخستان (8-0).
فهل يضع «غريزو» حداً لجفائه التهديفي السبت ضد الدنمارك؟
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3t9nd384

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"