سيمفونية قلم: إيمان الهاشمي
قبل لحظات النوم بالتحديد، يبدأ المخ في تصوير القريب والبعيد، حيث يتمنى المرء أشياء أن تحدث، وأيضاً يتمنى أشياء أخرى ألاّ تحدث، لتكمن المشكلة في حدوث ما نتمنى ألا يحدث، وعدم حدوث ما نتمنى أن يحدث! ولهذا تمتلئ ذاكرة التاريخ بالعديد من القصص الغريبة لحالاتٍ تتفاوت بين المأساة الرهيبة والبهجة العجيبة، لدرجة لم ولن تصدقها العقول، كأن تفوق قدرة اللسان على ما قد يقول، وهنا تأتي قصة ملك اليونان ألكسندر الأول الذي لم يتخيل أو لم يعمل حسابه، على أن يفارق حياته الرغدة في ريعان شبابه، فمن الطبيعي ألاّ يخطر على بال أي فرد، أن تكون سبب وفاته عضة قرد! أليس كذلك؟ هذا بالإضافة إلى تفاصيل لغز مقتل الملك جورج الثاني في إنجلترا، حيث فقد توازنه بشكل غامض داخل الحمام على حين غرة، ليسقط فوراً على الأرض ويلفظ وقتها أنفاسه الأخيرة، فلا يقوم بعدها بالمرة!
وكذلك الحال سيان مع إمبراطور السويد أدولف فريديريك الذي حصل على نهايةٍ لم يكن قط يتوقعها، بعد أن حفر قبره بيده عندما التهم كميات كبيرة من الحلوى التي كان يعشقها، فأودت به إلى حيث لا يستطيع أن يأكلها أو حتى يرمقها، بينما تطير نسمات الهواء فوقه وهو متأكد أنه لن يستطيع أبداً أن يستنشقها.
بالنسبة للموسيقار مايستر روميلانت، صاحب الألحان الألمانية، فقد صرّح المؤرخون عنه في السر والعلانية، بأنه جاء من جذور أصلية سكسونية، بل جزم البعض أن اسمه يحمل معنى (الاستقالة من الأرض)! فضاعت سيرته الذاتية بالطول والعرض، ومازال العالم حائراً بين أصله وفصله، كحيرة السيف بين غمده ونصله. وهكذا بقيت أصول مايستر مجهولة إلى هذا اليوم! مع محاصرة الزمن بأصابع الاتهام وإلقاء اللوم، ومن المعروف أيضاً أنه أبدع في تأليف الكثير من أغاني الرثاء، بعيداً عن فن الرد والهجاء، ليصف وفاة ملك الدنمارك إريك الخامس بكل وفاء، ومع ذلك لا يوجد مَن يتجرأ على تأكيد صحة هذه المعلومات، حيث حلقت الأسرار ودُفن مفتاح الحقيقة حين مات! لتبقى الحقيقة مدفونة طي الكلمات، ولربما تكون هذه الطلاسم المتكاثفة حول حياته بفعل فاعل! وبالتالي أحرق بحقده وغيرته جميع المشاعر والمشاعل، فالبعض لا يعرف من المنافسة (الشريفة) سوى أول حرفين بعد أل التعريف: الشر.
الاسم: مايستر روميلانت
التاريخ:
1273 – مجهول
الجنسية: ألماني
النشاط: موسيقي
من أعماله:
Der kvninc Nabugodonosor
