الهوية في مدارسنا

00:33 صباحا
قراءة دقيقتين

تعميم وزارة التربية والتعليم على المدارس الخاصة بضرورة الالتزام بالاشتراطات والمتطلبات كافة، الصادرة في المادة 11 من المرسوم بقانون اتحادي رقم 18 لسنة 2020، والهادفة إلى ترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية لدى الطلبة، وتعزيز انتمائهم الوطني في المدارس الخاصة، جاء في وقته. 
ويجب أن يعلم الجميع أن هذا الموضوع لا ينبغي المساس به تحت أي ظرف من الظروف، خاصة بعد المواقف التي تكرّرت خلال الأيام الماضية، وسجلت استياء أفراد المجتمع.
فعلاً تحتاج بعض المدارس إلى مراجعة المضمون الذي يتم تقديمه أو تمريره للطلبة في موضوع الهوية؛ لأنه يتضمن كثيراً من المغالطات وأوجه التقصير، ويجب التذكير بوجود هذا القانون الذي ينظم التعاطي مع أمر مهم وحساس يمارس في مؤسسات تعمل على تربية النشء، وغرس القيم والتأثير بشكل كبير في تشكيل الوعي لدى الطلبة، الذين يجب أن تعاملهم كأمانة، وخاصة المدارس الخاصة التي تتقاضى رسوماً أحياناً تصنّف بأنها باهظة، لكنها لا تلتزم بالمبادئ الأساسية التي أنشئت من أجلها، ونالت ترخيصها تبعاً لها.
ثمة أمور حدّدتها الوزارة تتعلق بالهوية الوطنية في البيئة المدرسية يجب أن تكون خطاً أحمر لا ينبغي التقصير في تحقيقه، أبرزها الالتزام بالآداب العامة وقيم وثقافة دولة الإمارات، واحترام رموزها وسيادتها، وتعليق الصور الرسمية للحكام وفق الأدلة المعتمدة لدى الإمارة التي تتبع لها المدرسة، وأداء السلام الوطني للدولة بشكل حصري خلال الطابور الصباحي، إضافة إلى رفع علم الدولة دون غيره في المدرسة، وفق الضوابط المدرجة في الدليل الإرشادي لاستخدام علم دولة الإمارات.
الضوابط شملت أيضاً الامتناع عن وضع صور أو لوحات لشخصيات أو رموز غير قيادات الدولة، والتزام العاملين بالمظهر العام، وفق تقاليد وعادات الدولة، والالتزام بالحصول على الموافقات اللازمة لإقامة الأنشطة اللاصفية، والاحتفالات والفعاليات الطلابية، والتأكد من عدم تضمّن المناهج أو مصادر التعلم أي مخالفة لقوانين الدولة، أو ثقافة المجتمع وقيمه وثوابته الوطنية، وهي أمور أساسية نتمنّى من جميع المدارس الحرص على العمل بها، إلى جانب العمل على تعزيز الأنشطة التي تتكامل معها وتقدّم جرعة مفيدة تصب في الإطار نفسه، وتحقق الأهداف المرسومة.
تحديات اليوم كثيرة ومتنوعة وترسيخ الهوية والاعتزاز بها أول خط في التصدي لها، ومواجهتها دون تأثير أو ضرر، لذلك نتمنى أن تواصل وزارة التربية والتعليم دورها الرقابي في هذا المجال، وتحث المدارس على الالتزام، إضافة إلى متابعة جميع التطورات والظواهر الأخرى، وتوفير الحلول لها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2rp26whs

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"