ثمار الاحتراف الحقيقي

23:39 مساء
قراءة دقيقتين

النجاحات التي حققها المنتخب المغربي في مونديال 2022.. هل تكون مقدمة لتغيير القناعات والمفاهيم، التي حصرت الكرتين العربية والآسيوية في قائمة الوجود والحضور الشرفي، وهل وجود منتخب عربي ضمن الأربعة الكبار في العالم إثبات لواقع جديد وتحول في موازين القوى، أم إنها حالة استثنائية قد لا تتكرر في قادم البطولات؟، وأياً كانت النتيجة إلا أن الحقيقة الواضحة للعيان أن ما قدمه منتخب المغرب، يمثل نقطة تحول حقيقية في تاريخ كأس العالم من شأنها أن تغير الكثير من المفاهيم المغلوطة عن المنتخبات العربية، والموضوع لم يتوقف على الإنجاز الذي حققته المغرب، وهناك المنتخب السعودي الذي قهر الأرجنتين، وتونس التي هزمت فرنسا حاملة اللقب في مباراة تاريخية لا يمكن نسيانها.
السؤال الذي يطرح نفسه.. هل ستتغير القناعات حول المنتخبات العربية والآسيوية بعد مونديال 2022؟
الإجابة عن ذلك التساؤل يمكن حصرها في عدة محاور أولها أن المنتخبات العربية والآسيوية أكدت أنها قادرة على مجاراة الكبار بل والتفوق عليهم أيضاً، حدث ذلك مع المغرب التي قهرت بلجيكا ثاني التصنيف العالمي وأخرجت إسبانيا والبرتغال من المونديال، أما على صعيد المنتخبات الآسيوية فوجود ثلاثة منتخبات في الدور الثاني هي أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان، يعتبر تفوقاً للكرة في القارة مقارنة بمنتخبات عريقة خرجت من الدور التمهيدي مثل ألمانيا وبلجيكا وبولندا والباراجوي، وكادت اليابان تعبر للدور ربع النهائي لولا انحياز ركلات الترجيح لكرواتيا.
إن مجمل ما قدمته المنتخبات العربية والآسيوية في مونديال قطر 2022 يعتبر استثنائياً، ومقدمة نحو تغير في المفاهيم والقيم التي طالما استبعدت هذه المنتخبات من حسابات المنافسة، ووجود لاعبين عرب ومن القارة الآسيوية في أكبر الدوريات الأوروبية وأشهرها، تعتبر من العوامل الرئيسية التي ساهمت في النقلة النوعية التي سجلتها المنتخبات العربية والآسيوية، ومع أن التأثير كان غير واضح في السنوات الماضية، إلا أن المونديال الحالي، أكد أن تأثير اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية انعكس بشكل واضح وملموس على أداء منتخباتهم التي تألقت في الوقت الذي كانت منتخبات الدول التي تملك دوريات كبرى تتقدم صفوف المغادرين والعائدين لدولهم ودوريهم المحلي.
كلمة أخيرة
القناعات لن تتغير إلا إذا قمنا نحن بتغييرها دون الانتظار أن يأتي من يغيرها، العرب قادرون على المنافسة والمنتخبات الآسيوية قادرة على مقارعة الكبار، بشرط أن تكون لديها القناعة على ذلك وهذه هي ثمار الاحتراف الحقيقي لا الوهمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9yy6kj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"