شتاء بنكهة إماراتية

للشتاء في الإمارات طعم ولون آخر، فهو إن كان لا يشهد كما الكثير من دول العالم ثلوجاً وبرداً وأمطاراً غزيرة، فإنه يشهد طقساً جميلاً يجعل من الدولة مقصداً للباحثين عن الاستجمام والراحة والاستمتاع بالطقس ورحلات السفاري والاستمتاع بالبر.
حكومة الإمارات، ومنذ 3 سنوات، تنبّهت إلى هذه المسألة ببرامج وأفكار لبلورة موسم فصل الشتاء بطريقة علمية وإرشادية للزائرين والمقيمين.
 وفي الدورة الثالثة من حملة «أجمل شتاء في العالم» التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تحت شعار «موروثنا» تبرز الإمارات أهم مقومات هويتها الوطنية، لتُعرِّف زوارها بخصوصية الموروث الثقافي لدولة الإمارات، من جهة، وتدعم الاقتصاد الوطني، بما يعزز مكانة الدولة على خريطة السياحة العالمية، من جهة ثانية.
صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وعندما أطلق الدورة الثالثة لموسم الشتاء، اختار لها مكاناً جميلاً بطبيعته وتنوعه، فترأّس في الرابع من ديسمبر الماضي، اجتماعاً استثنائياً لمجلس الوزراء، في محمية الزوراء الطبيعية في إمارة عجمان.
وإلى جانب طبيعتها الخلابة، فإن المحمية منطقة جذبٍ للعلماء لإجراء أبحاث في التنوّع البيولوجي فيها، وتتميز بموقعها الاستراتيجي وما تحتويه من ثروة حيوية نباتية وحيوانية وفطرية، وحظيت باهتمام كبير من حكومة عجمان، حيث أضافت إليها مزيداً من البنية التحتية والهندسة العمرانية التي حوّلتها الى نقطة جذب واستقطاب سياحي كبيرة، على امتداد مساحة 3000 هكتار.
أما حملة «أجمل شتاء»، فالهدف منها أن تسهم في دعم الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، بجذب 100 مليار درهم استثمارات إضافية لقطاع السياحة، ورفع مساهمته في الناتج المحلي إلى 450 مليار درهم في 2031. وتعزيز الموقع السياحي المتقدم الذي تتبوّأه دولة الإمارات على قائمة الوجهات السياحية الأكثر طلباً في العالم.
ونجحت الحملة في الدورتين السابقتين، في استقطاب نحو 2.25 مليون سائح داخلي بواقع 1.3 مليون في دورة عام 2021 ونحو 950 ألفاً في دورة عام 2020، بعوائد للدورتين بلغت قيمتها نحو 2.5 مليار درهم.
وشعار «موروثنا» الذي اختير لدورة هذا العام يعكس حرص القيادة على إبراز مقوّمات الموروث والهوية الوطنية، والخصوصية الثقافية، وهو ما يعكسه قول صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «هدفنا إبراز جمال الإمارات، وقراها ووديانها وجبالها، وروعة برها وبحرها، وأهم من ذلك قيم أهلها. وشعار هذا العام هو «موروثنا»، لنشر قيم أجمل شعب».
هذه الحملة رصيد آخر يضاف إلى إنجازات الحكومة المدركة لكل شبر من الوطن وتوظيفه بما يعود بالفائدة على مقوماتها واقتصادها، وكان ذلك كله بنكهة إماراتية، أيضاً.

[email protected]