عادي

ميسي حقق كل شيء

00:06 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

بغداد: زيدان الربيعي

انقسم عشاق لعبة كرة القدم في العالم حول أحقية أسطورة الكرتين الأرجنتينية والعالمية ليونيل ميسي بالظفر بلقب مونديال قطر.

وهذا الانقسام لا يتعلق بالمستويات الرائعة التي تعوّد الجمهور على رؤيتها من ميسي على مدى السنوات المنصرمة أو خلال مبارياته الأخيرة في مونديال قطر، فالرجل كان رائعاً لدى كل من يحبه أو حتى يكرهه، لأنه فلتة من الفلتات النادرة التي جادت بها لعبة كرة القدم على عشاقها في كل أنحاء المعمورة، إلا أن كره البعض لميسي يعود إلى ثلاثة أسباب، وهي بكل تأكيد غير منطقية ما دام اللاعب يمتع بطلعاته الكروية الرائعة محبيه ومبغضيه في آن واحد، لأن العين التي لا ترى تلك الروائع التي يقدمها ميسي تحتاج إلى معالجة حتى وإن زعل البعض.

أولى الأسباب التي تجعل البعض يكره ميسي، هو حبهم الكبير للأسطورة الراحل دييغو مارادونا، فهؤلاء يرون بأنه لا يمكن لأي لاعب أن يأتي محل مارادونا، لأنه الأسطورة الوحيدة حسب نظرهم،ويحاولون وضع مقارنات بين مارادونا وميسي،إذ كان الأول يتفوق على الثاني بحصوله على لقب المونديال عام 1986، وبالتالي بحصول ميسي على لقب المونديال، فأنه يكون قد قتل هذه الحجة أو التهمة التي دائماً ما يرفعها أنصار مارادونا بوجه ميسي.

السبب الثاني، حب البعض للنجم البرتغالي الكبير كرستيانو رونالدو، المنافس الدائم لميسي في الدوري الإسباني عندما كان الاثنان يتواجدان مع ريال مدريد وبرشلونة، إذ من يحب ميسي عليه أن يكره رونالدو، ومن يكره ميسي عليه أن يحب رونالدو، وهي نظرية غير صحيحة بالنسبة للتشجيع الصحيح والمثالي،لأن الاثنين هما من أفضل اللاعبين في كرة القدم العالمية، وتنافسهما المستمر يؤدي إلى ارتفاع مستوى اللعبة وزيادة اللمسات الجمالية فيها.

السبب الثالث والأخير،وهو مكمل للسبب الثاني، وهو يعود إلى الصراع الكبير بين جمهوري ريال مدريد وبرشلونة، فالأول يناصر رونالدو ضد ميسي في كل مكان،والثاني يساند ميسي ضد رونالدو في كل المحافل، وهذا الصراع بقي مستمراً حتى بعد أن انتقل رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي ومن ثم مانشستر يونايتد الإنجليزي، بينما انتقل ميسي من برشلونة إلى باريس سان جيرمان الفرنسي،لذلك بعد خروج منتخب البرتغال وقائده رونالدو من دور الثمانية في مونديال قطر،تمنى أنصار رونالدو بأن لا يفوز منتخب الأرجنتين وميسي بالمونديال المذكور حتى يبقى الصراع بينهما متساوياً.

إلا أن كل أمنيات الرافضين لتتويج ميسي بمونديال قطر قد ذهبت أدراج الرياح،وحقق ميسي مبتغاه الأهم وحلمه الأكبر إلى حقيقة عندما قاد منتخب الأرجنتين للظفر بلقب مونديال قطر،وحصل على لقب أفصل لاعب بالمونديال،وكان قريباً جداً من خطف لقب الهدّاف الذي ذهب في الرمق الأخير من المباراة النهائية إلى الفرنسي الرائع كيليان مبابي.

وبعد أن حقق ميسي لقب المونديال، لم يعد ينقصه أي إنجاز على المستوى الشخصي أو مع الأندية والمنتخبات، إذ حقق كل شيء، وبدأ يتنافس الآن على لقب جديد وهو لقب «أفضل لاعب كرة قدم في التاريخ»، وهذا اللقب يحاول أنصار ميسي من الإعلاميين والجمهور تحويله إلى حقيقة عبر إجراء معين.

ميسي كان وسيبقى من أفضل اللاعبين في العالم قبل وبعد الفوز بلقب المونديال، لأنه لاعب لا يمكن تكراره أو الحصول على شبيه له في القريب العاجل أو حتى البعيد، لأن ما امتلكه من موهبة كروية كانت هبة من الله سبحانه وتعالى خصه بها،وقد ينتظر أبناء المعمورة الكثير من العقود وهم في انتظار من يعوض مكان ميسي في خارطة الكرة العالمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2fmscn7s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"