عادي

«بيلو مونته» يهدّد التنوع البيولوجي للأمازون

17:58 مساء
قراءة دقيقتين
سدّ «بيلو مونته»
سدّ «بيلو مونته»


بنظرة حزينة، يلتفت جونيور بيريرا وهو يمسك سمكة نافقة، نحو بركة صغيرة هي ما تبقّى من نهر شينغو الذي يشكّل أحد روافد الأمازون وكان يَعبُر هذا المكان قبل أن يتبدّل مساره بفعل إنشاء سدّ بيلو مونته.
ويصعب على هذا الرجل المنتمي إلى السكان الأصليين المتحدر من مجموعة بوبيكوري، احتواء مشاعره التي تمتزج بين الغضب والضيق والعجز، عندما يتطرّق في حديثه إلى تأثير بيلو مونته، رابع أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في العالم، على يومياته.
أما تأثير السدّ على النظام الإيكولوجي لإحدى أكثر المناطق المتنوّعة بيولوجياً في العالم، فكان مدمّراً، على ما يندّد البرازيلي البالغ 39 عاماً والذي كان يتكسب من الصيد ووجد نفسه أمام وضع صعب مع غياب نهر شينغو الذي كان يعبر منطقته في ولاية بارا الشمالية.
ويقول بيريرا متأسفاً إنّ «الصيد من ثقافتنا. وكنّا سابقاً نعيش مما كان يوفّره لنا النهر، أما اليوم فعلينا أن نشتري الأطعمة من المدينة».
ويشير بانزعاج إلى المنظر الطبيعي الذي كانت المياه موجودة فيه بوفرة سابقاً، والتي بات بسبب تحويل مجرى النهر بفعل السدّ، بركاً صغيرة مملوءة بالأسماك النافقة. ويقول بيريرا «لقد خسرنا نهرنا».
ويبلغ طول نهر شينغو ألفي كيلومتر، فيما يشهد عدداً كبيراً من الفيضانات خلال موسم الأمطار، ما يتسبّب بحدوث ما يُسمّى بالـ«إيغوابوس»، وهي مناطق في الأمازون تصبح مغمورة بالمياه وتُعدّ ضرورية لاستمرار عدد كبير من الأنواع.
وافتُتح سدّ بيلو مونته الذي بلغت تكلفته 40 مليار ريال برازيلي (نحو 7,66 مليار دولار) عام 2016، فيما تصل قدراته الإنتاجية إلى 11.233 ميغاوات، أي ما يعادل 6,2% من كمية الكهرباء المُنتجة في البرازيل.
وكان من الضروري لبناء السد الضخم أن يتم تحويل مسار النهر على 100 كيلومتر.
ويقول الأستاذ في معهد علوم الأرض التابع لجامعة ساو باولو أندريه أوليفيرا سواكوشي «إنّ منبع السد هو بمثابة منطقة تشهد فيضانات مستمرة، بينما يبدو مصبّه كمنطقة تعاني جفافاً دائماً».
وألحق ذلك ضرراً بالأسماك والسلاحف التي تضبط دورة تكاثرها استناداً إلى حجم الـ«إيغوابوس».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/497ypmw3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"