«هاتريك» دا سيلفا البرازيلي

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

فيصل عابدون

شكلت عودة لولا دا سيلفا إلى سدّة الرئاسة خبراً سعيداً للبرازيليين الذين انتخبوه بأغلبية كبيرة بعد التجربة المخيبة لسلفه اليميني جايير بولسونارو. قام اليميني المتطرف بولسونارو بإلقاء البرازيل وسط محيط كارثي من الفقر والجوع والكراهية والفساد. وتحوّل في نهاية الأمر إلى عدو للديمقراطية عندما رفض نتيجة الانتخابات التي خسرها وقام بتحريض أنصاره على القيام بأعمال عنف وتخريب لعرقلة تسلّم دا سيلفا منصبه.

وقال دا سيلفا في خطاب تنصيبه إنه سيكون مشغولاً بتوحيد بلاده وإعادة تعميرها، مضيفاً أنه «لا يحمل أي روح انتقامية ممن حاولوا إخضاع الأمة لمخططاتهم الشخصية والأيديولوجية، لكننا سنضمن سيادة القانون». وشدد على ضرورة محاسبة الذين ارتكبوا أخطاء بحق البرازيل وشعبها. والمحاسبة هنا تتجه مباشرة إلى الرئيس السابق الذي فقد الحصانة الرئاسية وتطارده الاتهامات بسبب خطابه المناهض للديمقراطية وطريقة تعامله مع الجائحة. واتهم الرئيس الجديد سلفه أيضاً باستنفاد الموارد الصحية وتفكيك التربية والثقافة والعلم والتكنولوجيا وتدمير حماية البيئة.

الانتقادات ضد الرئيس السابق لم تقتصر فقط على خصمه، ولكنها جاءت أيضاً من هاملتون موراو الذي كان الرئيس بالإنابة قبل تولي لولا الحكم كما كان نائباً لبولسونارو، فقد ندد الرجل بفشل الرئيس السابق في قيادة البلاد وبدوره في تأجيج المشاعر المناهضة للديمقراطية وخلق مناخ من الفوضى والتفكك الاجتماعي بعد هزيمته في الانتخابات.

وبالنسبة لملايين البرازيليين فإن دا سيلفا يمثل بوابة للأمل وحلماً جميلاً بعد سنوات من المعاناة والفوضى والإنهاك الاقتصادي. فقد نجح الرجل خلال فترتين رئاسيتين سابقتين في سياساته الرامية لمحاربة الفقر وحقق طفرة في أسعار السلع الأولية الأمر الذي قدم دعماً هائلا للاستقرار الاقتصادي.

وتعهد الرئيس الذي أصبح أيقونة لتواضع الحكام عبر تجربتين رئاسيتين، بتغيير جذري لإنقاذ دولة تعاني الجوع والفقر والعنصرية. وقال إن تركيزه الأساسي سيكون إنهاء الجوع والحد من عدم المساواة ومكافحة العنصرية والفساد.

وأكد من جانب آخر، أنه يريد تحويل البرازيل، وهي من أكبر منتجي الغذاء في العالم، إلى قوة عظمى صديقة للبيئة. وشدد على التزامه بإنهاء إزالة الغابات في منطقة الأمازون. وقال إنه سيلغي العشرات من قرارات سلفه التي أدت إلى ارتفاع حاد في حيازة الأسلحة النارية. وقال «البرازيل لا تريد المزيد من الأسلحة... إنها تريد السلام والأمن لشعبها».

ويقول مراقبون إنه سيواجه مهمة صعبة بسبب التركة البائسة التي خلفها بولسونارو والمتمثلة في حالة الركود الاقتصادي وتزايد معدلات الفقر والانقسام السياسي الذي يتمدد أفقياً، حيث لا يزال أنصار الرئيس السابق يرفضون الاعتراف بفوزه في الانتخابات وسط مخاوف من بروز أعمال عنف.

وهي مخاوف تأخذها السلطات الأمنية على محمل الجد. خاصة بعد اعتقال أحد أنصار بولسونارو لقيامه بصنع قنبلة تم اكتشافها في شاحنة محملة بوقود الطائرات عند مدخل مطار برازيليا، واعترف الرجل بأنه كان يسعى لنشر الفوضى لإثارة تدخل عسكري.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/77zn53hf

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"