نعم.. الشعر غذاء للروح

حظيت اثنتا عشرة قصيدة بقراءة جمالية ثقافية من جانب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وكانت القصائد نشرت في مجلة القوافي الشهرية الصادرة عن دائرة الثقافة في الشارقة في الفترة من يناير إلى ديسمبر 2022، ثم جمعت هذه القصائد في كتاب واحد جاء تحت عنوان «حوليات القوافي 2022»، بتوجيه من سموه، بعد اختيار دقيق على مدى عام من القراءة الفاحصة لروح هذا الشعر العربي، والذي سمّاه صاحب السمو، حاكم الشارقة، «غذاء الروح». 
وإلى جانب قراءة سموه لهذه القصائد المختارة، أخذ كتّابها الشعراء حقهم من التكريم المادي والمعنوي الذي يتجاوز معنى الجائزة في حدّ ذاتها، إلى معنى آخر أكثر سمواً ونبلاً، وهو تكريم ديوان العرب، وتكريم ثقافته وتاريخه وذاكرته واعتباره غذاء للروح.
قراءة صاحب السمو، حاكم الشارقة، لهذه الحوليات الشعرية، تشير إلى تقديره الثقافي العظيم لديوان العرب، وتقديره الشخصي أيضاً للشعراء وللشاعرات، وهم جميعاً يعملون معاً على حماية الشعر، وامتيازه اللغوي والجمالي والروحي.
قراءة سموه لهذه القصائد تشير أيضاً إلى تذوّق سموه للشعر، وبالتالي اختياراته وانتقائيته ونقديته الفنية للنص الأدبي.
توفّرت لصاحب السمو، حاكم الشارقة، قصائد عمودية خليلية محافظة على روح وتقاليد الشعر العربي، وسموه قرأها بأدواته هو لا بأدوات النقّاد النظريين، أو نقاد المصطلحات ونقّاد المفاهيم المركبة والمعقّدة.
قرأ صاحب السمو، حاكم الشارقة، الشعر برؤيته وفطرته، وإنسانيته، ذلك أننا حين نقرأ كتاباً أو نصاً أو قصيدة أو رواية أو مسرحية، علينا أولاً أن نكون إنسانيين ثم إنسانيين.. فللشعر روح وللقصائد أرواح تماماً مثل البشر.
 لم يضع صاحب السمو، حاكم الشارقة، أمامه مشارط تفكيكية، ولا اختبارات تحليلية، ولا نظريات لسانية أو بنيوية أو جهوية، لكي يكتشف فصيلة دم الشعر وجنسيته، ودينه ومذهبه وعائلته وقبيلته؛ بل قرأ الشعر بالروح. معيار سموه روح الشعر التي لا تعرف أيديولوجية، ولا تعرف نظرية، ولا تعرف تمييزاً أو مفاضلة.
 صاحب السمو، حاكم الشارقة، قارئ للشعر من قلبه، ومن بصره ومن بصيرته، وسموه لا يطرح نفسه ناقداً أو محكِّماً، أو مفاضلاً بين هذا وذاك؛ بل هي روحه التي تدلّه على غذاء الروح.
 للمرة الأولى في تاريخ الشعر العربي يتابع حاكم مسؤول، نصوصاً تنشر في مطبوعة أدبية، ويراقبها بثقافته وقلبه، ثم يعطي رأياً في أعمال أدبية رأى أنها تستحق الاحترام.
 جائزة القوافي على هذا النحو المهني والصحفي والثقافي والتقييمي الذي أسس له صاحب السمو، حاكم الشارقة، هي جائزة للشعر العربي في حولياته الإبداعية، سواء في مجلات أو في قراءات أو في مهرجانات. الجائزة الأولى من حيث طبيعتها وفكرها ومعناها تجاه ديوان العرب. ديوان اللغة العربية، وديوان الهوية الفكرية، والسيادية العربية.
 يجلس الحاكم المثقف عاماً وهو يقرأ هذا ويقرأ ذاك. يعرف بحر القصيدة وقافيتها وصدرها وعجزها. يعرف بلاغة القصيدة واستعارتها. يعرف كناياتها ورموزها وإشاراتها، ويعود في كل ذلك إلى المعجم العربي الذي بين يديه، معجم تاريخ اللغة العربية.
 القافية ليست مجرّد نهاية لبيت شعر؛ بل هي بداية لشكل الرّوح.
[email protected]