الحبر.. ماء الشعراء وينبوعهم الأسود في الكثير من عادات الكتابة، وما أكثر الشعراء العرب الذين يكتبون بالحبر الأسود والأزرق، لا بل هناك من الشعراء من يكتب بالحبر الأخضر،.. وإلى هؤلاء جميعاً أنقل سطرين أو ثلاثة من قصيدة للشاعر البولندي «زبيغنيف هربرت»، نقلها إلى العربية هاتف جنابي.. يقول هربرت عن الحبر:
«وضعتك بخشوع في فمي.. وشعرت طويلاً على اللسان بطعم الأحماض والقمر.. أيها الحبرُ السيِّدُ المُبَجّلُ المداد».
من أقوى شعراء القرن العشرين الدّاغستاني رسول حمزاتوف، يقول في قصيدة له، إن داغستان بلده هي صورة واحدة في روحه. كان والده ممسكاً كتاب الله، ووالدته قرب الموقد «صورة مكللة بإطار من الصخور» ترجمة د. مسوّح مسوّح. من ديوان الشعر الروسي: ترجمة: الدكتورة حياة شرارة قرأت أن الشعر يشفي. جاء ذلك في قصيدة للشاعر يفغيني باراتينسكي 1800-1844، يقول: «.. الشعر يشفي الفؤاد السقيم../.. ويعيد الشعر النقاء والسكينة لروح العالم..».
*****
ما كتبه الشاعر الإنجليزي بيتر رسل 1921-2003: ترجمة: فاضل السلطاني، عن الحب هو الحب. وربما تتطابق الكتابة مع العاطفة. لا بد هنا من قلب لكي يشعر، ولا بد من قلب لكي يكتب. يقول «رسل» في قصيدة له بعنوان «تأملات صباحية..».. إن خبز البلاد الأصيل هو الحب../.. لا يوجد سمّ أحلى من الحب. الحب قطة بسبعة أذيال تخربش الجلد../.. الحب أكثر غموضاً من أي شيء../.. والحب هو النار التي تحرق الموات…».
*****
أنقل إليك ما قاله ماكس بيكارد عن الشعر من ترجمة: عبدالوهاب المقالح
الشعر يجعل الأرض أخفّ برفعه الأشياء إلى أعلى.. إلى نفسه.
الشعر صورة الأرض.
الشعر يحرّر الأشياء لكي تفصح عن نفسها.
هناك شعر في العالم حتى قبل أن يبدأ الإنسان كتابة الشعر.
كل الشعراء الحقيقيين مرتبطون ببعضهم؛ لأنهم يجيئون من العالم الخالد…
*******
إليك هذه الحياة الشعرية التي يحبّها الشاعر الأمريكي جيمس تيت (مواليد 1943) في قصيدة بعنوان: «منولوج»: ترجمة إلى العربية د. عابد إسماعيل. يقول تيت: «.. أنا من السهل إسعادي../.. أحب لعبة البينغ بونغ وطيور الوشق../.. أحب كؤوس النبيذ المضادة للكسر../.. أحب رائحة الكيروسين../.. وطقطقة الجزر تحت الأسنان…».
